الأزمة الهيكلية لمستشفى الحسن الثاني بسطات: تشريح واقع كارثي تحت مجهر الحقوق الصحية

2025-06-15T17:37:02+00:00
2025-06-15T17:37:04+00:00
جهويات
Bouasriya Abdallahمنذ 14 ثانيةwait... مشاهدةآخر تحديث : منذ 14 ثانية
الأزمة الهيكلية لمستشفى الحسن الثاني بسطات: تشريح واقع كارثي تحت مجهر الحقوق الصحية

شعيب خميس/ مشاهد بريس

1 الوضع الصحي الكارثي: مؤشرات الانهيار الشامل
نقص حاد في البنية التحتية: المستشفى الذي يخدم إقليمًا يضم سطات وبرشيد وخريبكة وبن سليمان، يعاني من اختناق في الطاقة الاستيعابية رغم توافد آلاف المرضى سنويًا، خاصة ضحايا حوادث الطرق بسبب موقعه الجغرافي .
تجهيزات معطلة: أجهزة الأشعة و”السكانير” (الماسح الضوئي) متوقفة عن العمل جزئيًا أو كليًا، ما يدفع المرضى لانتظار مواعيد تصل إلى سنة كاملة للحصول على فحص، بينما تُوجَّه الحالات الحرجة إلى الدار البيضاء حيث يُرفض استقبالها أحيانًا .
أقسام متدهورة: قسم الولادة يحتوي على أسرة “لا تصلح لإيواء المختلين عقليًا” حسب وصف نشطاء، وقسم الأشعة يعمل بطبيبة واحدة ليومين فقط أسبوعيًا .

2 الإشكاليات الهيكلية: بين نقص الموارد البشرية والفساد الإداري
عجز مهول في الأطر الطبية:
خصاص يفوق 77 موظفًا، خاصة الممرضين، مع مغادرة 29 موظفًا عام 2016 و15 آخرين متوقع مغادرتهم عام 2017 .
اكتظاظ بقسم المستعجلات بسبب نقص الأطباء، ما يدفع بعضهم للعمل في العيادات الخاصة خلال أوقات الدوام الرسمي .
فساد ممنهج:
السمسرة والزبونية: ترويج أدوية ومواعيد عبر وسطاء، ووجود “لوبي” مسيطر على قسم الدم يحوِّل المواد الحيوية للمصحات الخاصة .
رشوة بالمستعجلات: تقارير عن مطالبة بعض الممرضين بمقابل مادي لتقديم الخدمات، رغم إنكار المندوب الإقليمي للصحة تلقي أي شكاوى رسمية .

3 المحسوبية والزبونية: شبكات الفساد الخفية
توظيف غير قانوني: ضبط ممرضات يزاولن العمل دون تراخيص، كما في حادثة “ممرضة مزورة” بقسم المستعجلات .
تسييس الإدارة: تدخلات سياسية وتحويل المستشفى لـ”أرضية للحملات الانتخابية”، وفقًا لجمعويين محليين .
إدارة فاشلة: تغيير مديري المستشفى بشكل متكرر (مثل إنهاء مهام الدكتور المصطفى اعشيبات عام 2023) دون معالجة جذرية للأزمات .

4 تجاهل المندوب الإقليمي: حجب المعلومات وتضليل الرأي العام
رفض التواصل: مندوب الصحة محمد أيت الخضر يتجاهل طلبات التواصل مع الجمعيات الحقوقية والمنابر الإعلامية، وينفي وجود رشوة دون التحقيق الجدي في الشكاوى .
تضارب في التصريحات: يُقرُّ بوجود نقص في الموارد البشرية، لكنه يصف توجيه المرضى للدار البيضاء بـ”الضرورة” رغم كونه نتيجة لعدم كفاية التجهيزات .

5 احتجاجات المجتمع المدني وغياب الحلول الجذرية
تحذيرات حقوقية: الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسطات تصف الوضع بـ”المرض المزمن”، وتؤكد انتهاك الحق الدستوري والدولي في الصحة .
مطالب عاجلة: المطالبة بمركز لمعالجة الدم، وإصلاح مستودع الأموات بعد تسرب روائح الجثث، وتعزيز الأمن لمواجهة العنف .
ردود ترقيعية: الحلول المقدمة مثل “تجميع الأقسام” أو “قوافل جراحية” لا تعالج الأزمة البنيوية، وتوصف بأنها “ذرٌّ للرماد في العيون” .

جدول تلخيصي: أبرز الاختلالات في أقسام المستشفى
| القسم | الاختلالات الرئيسية | المصادر |
| الأشعة والسكانير | طبيبة واحدة، مواعيد تصل لسنة، أجهزة معطلة | |
| قسم الولادة | أسرة غير صالحة، اكتظاظ، توجيه للحالات للدار البيضاء | |
| المستعجلات | سمسرة، رشوة، توظيف غير قانوني | |
| تجهيز الكلى | نقص حاد في الدم رغم التبرعات | |
| العمليات الجراحية | 4 غرف عمليات غير مشغلة من أصل 7 | |

بين تغيير المديرين وإصلاح المنظومة
الأزمة في مستشفى الحسن الثاني بسطات ليست طارئة بل هي نتاج إهمال حكومي متراكم، حيث يُختزل “الحل” في إقالة المديرين بينما تظل المشاكل البنيوية قائمة: نقص التمويل، غياب الرقابة، وتبني سياسات “تسليع الصحة”. التغيير الحقيقي يتطلب:
1 توفير موارد بشرية عاجلة خاصة في التخصصات النادرة.
2 محاربة الفساد عبر آليات رقابية مستقلة.
3 شفافية المندوبية الإقليمية للصحة في التعامل مع الإعلام والجمعيات.
4 ربط المسؤولية بالمحاسبة بدل استخدام المديرين “كبش محرقة” للأزمات .

“مشكل العرض الصحي لا يُحلّ بإقالة شخص، بل بإصلاح أعطاب نسقيّة مركّبة” — تعليق مواطن بسطات على إقالة مدير المستشفى .

الوضع الصحي بسطات ليس مجرد “خلل إداري”، بل هو اختبار حقيقي لإرادة الدولة في احترام كرامة المواطن وحقه في الحياة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.