شعيب خميس/مشاهد بريس
انطلاقاً من التزامها برفع الوعي باضطرابات طيف التوحد، نظمت الجمعية الوطنية للتوحد بالشراكة مع مركز وصال للتوحد فعاليات نسختها الثالثة من “الأبواب المفتوحة” خلال الفترة من 26 إلى 29 أبريل 2025، بمشاركة واسعة من المجتمع المحلي والمؤسسات الشريكة. وقد تميز البرنامج بفعاليات رياضية وتوعوية وطبية، تجسيداً لشعار “نحو مجتمع أكثر تقبلاً للتوحد”.

السباق الرياضي:
حماسة وتضامن تحت شعار التقبل المجتمعي
صباح الأحد 27 أبريل، شهدت شوارع الحرم الجامعي بمدينة سطات إطلاق سباق رياضي مميز بمشاركة أطفال مركز وصال للتوحد وأولياء أمورهم، إلى جانب أطفال وأطر دار الشباب سيدي عبد الكريم، وفريق الكشفية الحسنية، وأصدقاء الجمعية.
وقد تزيّن الحدث بروحٍ تنافسية إيجابية، حيث جاب المشاركون مسارات الحرم الجامعي، بتأمين مشترك من عناصر الأمن الوطني والسلطات المحلية والقوات المساعدة، مما ضمن سلامة الجميع، خاصة الأطفال الذين نالوا ميداليات تقديرية تكريماً لجهودهم.

ووفقاً لمصادر جريدة “بلا قيود”، يهدف السباق إلى تعزيز ثقافة الدمج المجتمعي، وإبراز دور الرياضة كأداة تربوية لتمكين الأفراد من لعب أدوار فاعلة في محيطهم الأسري والاجتماعي. كما أكد المنظمون أن الفعالية نجحت في ترسيخ قيم التضامن وإبراز قدرات الأطفال بمختلف اختلافاتهم.

خيمة التواصل والمعرض الميداني: حوار مباشر مع المجتمع
تواصلت الأنشطة يوم الاثنين 28 أبريل، بتنظيم خيمة التواصل أمام مدخل القصبة الإسماعيلية، حيث تفاعل سكان سطات مع فرق الجمعية عبر توزيع منشورات توعوية عن اضطرابات التوحد، وعُرضت أعمال فنية أبدعها أطفال المركز في معرض ميداني، لتعكس تجربة مركز وصال في دعم الأسر وتقديم الرعاية المتخصصة.

الحملة الطبية وورشات الإبداع: رعاية شاملة للأطفال
في نفس اليوم، استضاف مركز الإدماج الاجتماعي للأشخاص في وضعية هشاشة بسطات حملة طبية شملت فحوصات في الطب العام وطب الأسنان والطب النفسي، موجّهة للأطفال المصابين بالتوحد. كما تضمنت الفعاليات ورشات تفاعلية للرقص والرسم والغناء، بهدف تنمية المهارات الاجتماعية وتعزيز الثقة بالنفس عبر الفنون.
المائدة المستديرة:
التعليم العالي ودوره في دمج ذوي التوحد
اختُتم اليوم بندوة علمية تحت عنوان “مؤسسات التعليم العالي ودورها في الإدماج الاجتماعي لذوي اضطرابات التوحد”، نُظمت في المعهد العالي لعلوم الصحة. وناقش الخبراء آليات تفعيل دور الجامعات في تهيئة البيئات الأكاديمية الدامجة، وتطوير برامج تدريبية تلبي احتياجات هذه الفئة.
تُكرس هذه الفعاليات رؤية الجمعية وشركائها لبناء مجتمعٍ يُنصت لاحتياجات الأفراد بالتوحد، عبر مبادرات تجمع بين التوعية والترفيه والرعاية المتخصصة. كما تُعتبر هذه الأنشطة جزءاً من استراتيجية أوسع لتعزيز السياسات الاجتماعية الداعمة للتنوع والمساواة.