يوسف طرزا
لا تحتاج مدينة الدشيرة الجهادية اليوم إلى مشاريع تلميع ولا إلى شعارات جوفاء، بل إلى أبسط مقومات الحياة اليومية: شوارع آمنة وبنية تحتية تحترم كرامة الساكنة.
ومع ذلك، يكفي أن تجول في بعض الأزقة والشوارع حتى تصدمك الحقيقة المرة: بلوعات متهالكة، أغطية مكسورة، حفر تتحول إلى مصائد تهدد أرواح المارة وعجلات السيارات.
المجلس الجماعي الذي يفترض فيه أن يكون صوت المدينة وحاميها، اختار النوم العميق والتفرج، وكأن حياة المواطنين لا تعني له شيئًا.
في زمن كان يجب فيه الترافع بقوة أمام الجهات الوصية لجلب الاعتمادات وإصلاح ما يمكن إصلاحه، فضل المجلس الانشغال بالمهرجانات والحفلات.
هذا الإهمال ليس مجرد تقصير تقني، بل جريمة في حق الساكنة التي تدفع الضرائب وتنتظر خدمات مقابل ما تؤديه.
فمن يتحمل المسؤولية إذا وقع حادث بسبب غطاء منهار؟ ومن يجيب عائلات الضحايا حين تتحول الشوارع إلى فخاخ قاتلة؟إنها مدينة تُترك لتنهار تحت صمت المنتخبين ولامبالاة المسؤولين، والساكنة لم تعد تحتمل الوعود؛ فهي تريد فعلًا ملموسا يوقف هذا النزيف اليومي.