شعيب خميس/مشاهد بريس
في قلب الساحل الأطلسي، وتحديدًا بمنطقة القرجوطة في مدينة الوليدية، التي تُعرف بجودة منتوجها البحري ومكانتها التاريخية في الصيد التقليدي، يعيش عشرات الصيادين وضعًا صعبًا وسط غياب تام للمراقبة والمساءلة. هنا، يبحر الحرفيون يوميًا بقوارب خشبية تقليدية، متسلحين بالشجاعة والخبرة، لكن دون أي دعم لوجيستيكي يوازي حجم التحديات التي يواجهونها.

ورغم أن إحدى التعاونيات بالمنطقة تستفيد من برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومن تجهيزات يفترض أن تُخصص لتحسين ظروف العمل، إلا أن واقع الحال يكشف غياب أي أثر فعلي لهذه الإمكانيات في حياة الصيادين. المعدات شبه منعدمة، والشباك قديمة، والقوارب تفتقر للصيانة، أما المرافق الأساسية مثل مخازن التبريد أو نقط البيع المنظمة فتبقى حلمًا بعيد المنال.

عدد من المهنيين عبّروا عن استيائهم من استمرار هذا الوضع، معتبرين أن الدعم الموجه للصيد التقليدي لا يصل إلى مستحقيه، وأن غياب الشفافية والمحاسبة جعل من الصيد بالقرجوطة رهينة للعشوائية، بينما تظل فئة محدودة هي المستفيد الأكبر من موارد الدعم.
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح: إلى متى سيظل الصيد التقليدي بالوليدية، وخاصة في منطقة القرجوطة، خارج حسابات المراقبة والتأهيل، في وقت يمثل فيه هذا النشاط شريان حياة لعشرات الأسر وموردًا اقتصاديًا مهمًا للمنطقة؟