بين واجهة براقة وواقع مرتبك: هل نحن مستعدون لكأس إفريقيا؟

2025-09-06T07:58:46+00:00
2025-09-06T07:58:49+00:00
رياضة
Bouasriya Abdallahمنذ 18 ثانيةwait... مشاهدةآخر تحديث : منذ 18 ثانية

زينب أعرارة ، مشاهد بريس

كانت مباراة المغرب والنيجر يوم أمس امتحانا حقيقيا للتنظيم. امتحان كشف عن مفارقة صارخة؛ ملعب يلمع بجمالية استثنائية، وتجربة إنسانية على الهامش، مليئة بالمعاناة والإرهاق.
منذ البداية، شعر الجمهور أن شيئا ما غير طبيعي. مرآب السيارات أغلق في وجوههم، وكأن مكانهم ليس هنا، بينما فُتح فقط لفئة قليلة تحمل صفة “VIP”. آلاف المشجعين اضطروا إلى التوجه جميعا نحو مسار واحد ضيق، عبر قنطرة مظلمة، بالكاد تتسع لعشرات، فما بالك بحشود غفيرة جاءت لتحتفل بالمنتخب. لحظات الفرح تحولت بسرعة إلى تدافع، صرخات، إغماءات وإنهاك جماعي.
ولم تتوقف الحكاية عند ذلك. بعض المنافذ التي كان يمكن أن تخفف الضغط بقيت مغلقة، كأن الأبواب صارت جدرانا. ومع كل بضع خطوات، حاجز تفتيش جديد. ثماني محطات متتالية للتحقق من البطائق والتذاكر جعلت الطريق إلى المدرجات أطول من اللازم، وكأن الدخول إلى الملعب أصبح سباق صبر لا علاقة له بكرة القدم.
تنكشف مفارقة أخرى داخل الملعب؛ مدرجات نظيفة وأرضية مثالية، لكن غياب أبسط الخدمات. لا حاويات قمامة، لا طعام، ولا حتى ماء بارد يروي عطش من انتظر ساعات في الطوابير. وبدعوى وجود محلات بيع بالداخل، مُنع الجمهور من إدخال ما يحتاجه، ليكتشف في النهاية أن ما عُرض عليهم لم يتعد مياه ساخنة وبأعداد محدودة.

أما التنظيم، فكان في أيدي شباب صغار، حماسهم لا يُنكر، لكن خبرتهم غائبة. فوضى عارمة وارتباك واضح جعل الجماهير تشعر أنها تُركت لمصيرها، تبحث بنفسها عن طريق للخروج أو عن حل يخفف من معاناتها. وحتى بعد صافرة النهاية، استغرق الأمر ساعات طويلة قبل أن يتمكن المشجعون من مغادرة المكان.

هنا يظهر السؤال الذي لا مفر منه: هل يكفي أن نبني ملاعب جميلة لنعطي صورة بلد جاهز لاستضافة كأس إفريقيا؟ أم أن التنظيم، بمعناه الإنساني أولاً، هو ما سيحدد قدرتنا على النجاح؟ بين واجهة براقة وواقع مرتبك، يبقى الجواب مؤجلا، لكن التجربة الأخيرة لا تدعو إلى الكثير من الاطمئنان.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.