
أزمة فكر أم فكر أزمة
عبدالله بوعسرية/مشاهد بريس
في الوقت الذي يسهر فيه أبناء غيورون على خدمة منطقتهم، يبذلون الغالي والنفيس لجلب المشاريع التنموية بالعمل الجمعوي، ويضعون مصلحة الساكنة فوق كل إعتبار، تطفو على السطح فئة أخرى اختارت لنفسها طريقاً معاكساً تماماً: طريق العجز والكسل، والتشويش على المجهودات الصادقة.
هذه الفئة لا تملك الجرأة على العمل ولا الشجاعة على المساهمة، بل إكتفت بانتقاد كل مبادرة بنّاءة، وتبخيس كل إنجاز مهما كانت قيمته.
والأسوأ من ذلك أنها تتغذى على النميمة والغيبة، وتعمل جاهدة على زرع الفتنة بين الناس، في محاولة مكشوفة لخلق الكراهية تجاه من يعملون بجد.
إن مثل هذا السلوك لا يمكن اعتباره سوى “خيانة للتنمية” و “طعن في ظهر المنطقة”، لأن تعطيل الجهود ومحاربة الخير لا يضر إلا الساكنة بأكملها.
ففي زمن أصبحت فيه التنمية مسؤولية جماعية، لا مكان للمتقاعسين الذين يستهلكون وقتهم في الهدم بدل البناء.
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يجب أن يعي الجميع أن التنمية ليست ملكاً لفرد أو جمعية بعينها، بل هي حق للجميع وواجب على الجميع.
لذلك فالساكنة مطالبة بالتمييز بين من يعمل بصدق ويجتهد لخدمة المصلحة العامة، وبين من يكتفي بزرع الأحقاد ونشر السموم في الوسط الاجتماعي.
فالمستقبل لن يُبنى بالكلام الفارغ ولا بالفتن، وإنما بالعمل والتضامن.
والتاريخ لا يرحم: سيتذكر من عمر الأرض بعمله وإخلاصه، كما سيتذكر من وقف حجر عثرة أمام التنمية…..
أتمنى أن تصل الرسالة إلى من يهمه الأمر……!!!!