شعيب خميس/ مشاهد بريس
تشهد مدينة سطات تحولاً جذرياً تحت قيادة باشا المدينة السيد هشام بومهراز، الذي يقود حملة موسعة لتحرير الملك العمومي من التعديات العشوائية. هذه المبادرة، التي انطلقت بشكل مكثف مطلع 2025، تهدف إلى استعادة النظام الحضري وتحسين جودة الحياة بعد سنوات من الفوضى التي طالت الأرصفة والشوارع والأحياء الرئيسية .
العمليات الميدانية: آليات تنفيذ الحملة
1 التدخلات الشاملة:
- إزالة الأكشاك غير القانونية، والعربات، والسلع المعروضة على الأرصفة، خاصة في مناطق كحي الكمال ووسط المدينة حي ميمونة وزنقة الذهبية.
- مصادرة المواد الغذائية المعروضة في ظروف غير صحية وإتلافها، بحضور طبيبة حفظ الصحة لضمان السلامة الصحية .
- استخدام الجرافات لإزالة المتلاشيات (المخلفات) التي تشكل بؤراً للتلوث البصري والبيئي.
2 التخطيط الزمني:
- تنفيذ الحملات في أوقات الذروة وأيام نهاية الأسبوع لضمان فعالية أكبر.
- عمليات متكررة ومفاجئة (صباحاً ومساءً) لمنع عودة المخالفين .
الجهات المشاركة: تعبئة طاقات متكاملة
| الجهة | الدور |
| السلطات المحلية | باشا المدينة، قائد الملحقة الإدارية محمد ولد سالم كريسان، رؤساء الدوائر |
| الأمن | القوات المساعدة، الشرطة الإدارية، الوقاية المدنية |
| الصحة | طبيبة حفظ الصحة للمراقبة الصحية |
| المجتمع المدني | توعية المواطنين ودعم الحملات |
ردود الفعل المجتمعية: بين الترحيب والتحدي
ارتياح السكان: عبر المواطنون عن دعمهم للحملات، خاصة بعد معاناتهم الطويلة من الاختناقات المرورية وتدهور الجمالية الحضرية، مطالبين بتوسيع نطاقها ليشمل جميع الأحياء .
تحديات مستمرة: رغم النجاحات، تظل بعض “النقط السوداء” (مثل أسواق دلاس) تحتاج إلى تدخلات مكثفة بسبب صعوبة القضاء على ظاهرة “الفراشة” (الباعة الجائلين) التي استشرت لعقود .
الخلفية التاريخية: جذور الأزمة
عانت سطات لسنوات من:
1 الاستيطان العشوائي: احتلال الفضاءات العامة من قبل ما يُعرف بـ ” الفراشة”.
2 عجز السلطات السابقة: فشل المجالس المحلية المتعاقبة في إيجاد حلول جذرية رغم إنشاء أسواق نموذجية بتمويل عمومي .
الرؤية المستقبلية: نحو نموذج حضري مستدام
الاستمرارية: تؤكد السلطات على مواصلة الحملات بشكل دوري، مع تطبيق القانون على الجميع دون استثناء .
الحلول الهيكلية:
- تخصيص أماكن منظمة للباعة في الأسواق النموذجية.
- تعزيز التعاون بين العمالة (برئاسة العامل “محمد علي حبوها”) والجماعات الترابية .
التوعية: حملات تحسيسية مسبقة لإشعار المخالفين بضرورة الامتثال قبل التدخل الميداني . نموذج يُحتذى به
إن حملة الباشا هشام بومهراز ليست مجرد إجراء أمني، بل هي مشروع متكامل لاستعادة كرامة الفضاء العام. نجاحها يعتمد على ثلاثة أركان:
1 الإرادة السياسية (تجسيداً بصرامة الباشا).
2 التنسيق المؤسساتي.
3 دعم المواطن الذي طالما انتظر “استعادة أنفاس المدينة” . هذه التجربة تقدم دروساً للمدن المغربية الأخرى التي تعاني من ذات التحديات، مؤكدة أن تحرير الملك العمومي هو خطوة أساسية نحو التنمية الحضرية المتوازنة.
“الفضاء العام ليس ملكية افتراضية، بل هو ذاكرة المدينة ونبضها الحيوي. تحريره يعني إحياء روح المجتمع.” — تعليق لمواطن من سطات .
