إبراهيم اوقلي/ مشاهد بريس
في خطوة تعبّر عن غضب واستياء كبيرين، نظمت ساكنة حي المحايطة بمدينة تارودانت، القاطنة بتجزئة الأزهار والتجزئات المجاورة لها (لوازيس، ياقوت، وجوهرة)، وقفة احتجاجية سلمية للتعبير عن رفضهم القاطع لإقامة لاقط هوائي فوق سطح أحد المنازل بالحي، رافعين شعارا مؤثرا:
“صحتنا وصحة أبنائنا في خطر”
وأكدت الساكنة خلال الوقفة أن إقامة وتنصيب البرج تمت في ظروف غامضة وسرية تامة، إذ تمت أشغال التركيب في أوقات متأخرة من ليلة السبت ويوم الأحد 26 و27 يوليوز 2025، مستغلين غياب عدد كبير من الأسر عن منازلهم خلال العطلة الصيفية، الأمر الذي اعتبره السكان تعديا صريحا على حقهم في بيئة سليمة وآمنة.
وأشار المتضررون إلى أنهم قاموا بجميع المساطر القانونية والإدارية، حيث وضعوا شكايات رسمية لدى باشا مدينة تارودانت، رئيس المجلس الجماعي، قائد الملحقة الإدارية الرابعة، وعامل عمالة إقليم تارودانت، طالبوا فيها برفع الضرر. لكن لم يتلقوا أي رد أو تجاوب من الجهات المعنية، ما دفعهم إلى اللجوء إلى الشارع وتنظيم وقفتهم السلمية للتعبير عن استنكارهم لما وصفوه بـ “الاستهتار بصحة وسلامة المواطنين”.
وفي الوقت الذي كان من المفروض أن يتم فيه التدخل لرفع الضرر وإنصاف المتضررين، تفاجأت الساكنة بقدوم السيدة قائد الملحقة الإدارية الرابعة التي أخبرتهم بأن الوقفة غير مرخصة وغير قانونية، مطالبة بإنهائها فورا، رغم أن السكان صرحوا بأنهم تقدموا بإخبار بتنظيم الوقفة للسلطات المحلية، غير أن الإدارة رفضت تسلم الإشعار.
تساءل سكان الحي عن الجهة التي رخصت فعليا لنصب هذا اللاقط الهوائي، وهل تم الحصول على موافقة رسمية، أم أن الأمر تم بشكل عشوائي وغير قانوني.
ويؤكد المحتجون أن المجلس الجماعي لمدينة تارودانت سبق وأن أصدر قرارا جماعيا مستمرا ينظم تثبيت الأعمدة اللاقطة الخاصة بالاتصالات، ينص بوضوح على ما يلي:
“يُمنع منعا كليا تثبيت وإقامة الأعمدة اللاقطة الخاصة بمحطات الهاتف النقال فوق أسطح المنازل والبنايات دون الحصول على ترخيص صريح من رئيس المجلس الجماعي لمدينة تارودانت.”
وتحمل الساكنة الجهات المعنية مسؤولية التقاعس عن تطبيق القانون وعدم التجاوب مع مطالبهم المشروعة، مجددين التأكيد على أنهم ليسوا ضد التطور التكنولوجي، بل ضد سوء استعماله داخل الأحياء السكنية دون احترام الضوابط القانونية والمعايير البيئية والصحية.
ويأمل السكان أن تتحرك السلطات الإقليمية في أقرب وقت ممكن لفتح تحقيق عاجل في ظروف وملابسات نصب اللاقط الهوائي، واتخاذ الإجراءات اللازمة لرفع الضرر وإنصافهم، حفاظا على سلامتهم وصحتهم النفسية والجسدية، وحقهم في العيش في بيئة آمنة ومستقرة.
