المحجوب زضيضات
بوجدور – جهة العيون الساقية الحمراء
الخطاب الملكي السامي لهذه الدورة جاء محملاً برسائل عميقة، موجهة إلى مختلف الفاعلين السياسيين والمؤسساتيين، تدعو إلى الجدية والمسؤولية في استكمال البرامج والمشاريع المفتوحة، وتجنب التناقضات بين الخطاب والممارسة.
إنها دعوة واضحة للانتقال من منطق الوعود إلى منطق النتائج الملموسة، بما يخدم المواطن ويعزز الثقة في المؤسسات.
كما ركز جلالة الملك بشكل مباشر على حقوق وحريات المواطنين، مؤكداً أن ضمانها ليس مسؤولية الحكومة وحدها، بل مسؤولية جماعية تشمل البرلمان، والأحزاب السياسية، والمنتخبين، وكل الفاعلين. وهي إشارة قوية لترسيخ دولة الحقوق والمؤسسات، وجعل المواطن في صلب الفعل العمومي والسياسات العامة.
الخطاب الملكي وجه أيضاً رسائل صريحة للنخب السياسية والمؤسسات التمثيلية بضرورة تجديد أساليب العمل، والالتزام الجاد بالمسؤوليات أمام المواطنين. فالتحديات الراهنة، سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو المرتبطة بانتظارات الشباب، ( جيل Z)، تفرض تعبئة وطنية وجهوية شاملة ومنسقة.
وبالنسبة لنا في جهة العيون الساقية الحمراء، وبالخصوص إقليم بوجدور، فإن الخطاب يشكل دعوة صريحة للمنتخبين المحليين، والمجتمع المدني، والفاعلين الجهويين للانخراط الفعلي في تنزيل المشاريع التنموية الكبرى المرتبطة بالنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.
كما يبرز أهمية الانسجام بين الفاعلين المحليين والوطنيين لضمان أثر مباشر على حياة المواطنين، خاصة في مجالات التشغيل، البنية التحتية، والتعليم.
توصيات مستخلصة:
• ضرورة ترسيخ الجدية في تدبير الشأن العام محلياً وجهوياً ووطنياً.
• إشراك حقيقي للمجتمع المدني والإعلام الجهوي في تتبع المشاريع ومساءلة الفاعلين.
• تفعيل تواصل مؤسساتي منفتح وشفاف مع الشباب، لمواكبة تطلعاتهم المتزايدة.
• جعل المواطن في صميم كل السياسات العمومية، وترسيخ دولة الحقوق والحريات كدعامة أساسية للتنمية والاستقرار.
في الختام، الخطاب الملكي لهذه الدورة يحدد بوضوح ملامح المرحلة المقبلة، ويضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية في إطار رؤية ملكية متبصرة، تُعلي من قيم الجدية، الالتزام، والنجاعة لخدمة الوطن والمواطنين.