يوسف طرزا
يبدو أن قرار إغلاق المحلات التجارية والمقاهي على الساعة الواحدة صباحاً لا ينسجم إطلاقاً مع هوية مدينة أكادير السياحية، التي من المفترض أن تنبض بالحياة ليلاً ونهاراً، خاصة وأنها تستقبل الزوار من داخل المغرب وخارجه طيلة السنة.
فبدل تشجيع الأنشطة الليلية وتنشيط الاقتصاد المحلي، يأتي هذا القرار ليكبح حركة السياحة ويضر بمصالح المئات من العمال والمهنيين الذين يعيشون من هذا القطاع.
والأدهى من ذلك، أن يخرج كاتب المجلس الجماعي لأكادير بتصريح مستفز يقول فيه: “من يبحث عن الخبز بعد الواحدة ليلا فليستبدله بالبسكويت !” — تصريح يختزل غياب الحس بالمسؤولية والاستهزاء بمعاناة المواطنين، ويكشف عن عقلية سلطوية متعجرفة بعيدة كل البعد عن منطق التدبير الرشيد والتواصل المسؤول.
لقد أصبحت أكادير مسخرة بفضل مثل هذه القرارات والتصريحات. فبدلاً من أن نسمع عن خطط لتنشيط الحركة الليلية، أو برامج ترفيهية تجذب السياح، نجد أنفسنا أمام قرار يقتل الاقتصاد المحلي ويُضعف جاذبية المدينة.
المحلات والمقاهي التي تعتمد على الحركة المسائية ستتأثر سلبًا، والعاملون في القطاع السياحي سيدفعون الثمن من أرزاقهم.
إن ما نحتاجه هو إعادة نظر عاجلة في هذا القرار، والاستماع إلى أصوات أصحاب المحلات والعاملين في القطاع السياحي، وكذلك إلى آراء السياح أنفسهم. كما نحتاج إلى اعتذار واضح من كاتب المجلس عن تصريحه غير المسؤول، الذي أساء إلى سمعة المدينة أكثر مما أفاد.