مشاهد بريس / إبراهيم يعݣوبي
جمعية مؤازرة المرأة والطفل إلى جانب جميع الفاعلين المحليين وساكنة اقليم تاوريرت تنخرط في اللقاء التشاوري حول الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة..
حيث احتضنت عمالة إقليم تاوريرت لقاء تشاوريا موسعا خُصص لإطلاق المشاورات حول الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، وذلك تنزيلا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الواردة في خطابي جلالته بمناسبة عيد العرش الأخير وافتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، واللذين أكدا على ضرورة إرساء جيل جديد من البرامج التنموية يقوم على مقاربة مجالية مندمجة، تُعزز العدالة الاجتماعية والمجالية وتضع المواطن في صلب القرار التنموي..
وقد عرف هذا اللقاء، الذي ترأسه عامل إقليم تاوريرت، حضور السادة المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية وممثلي المؤسسات العمومية والهيئات المهنية والمجتمع المدني، بالإضافة إلى عدد من الفاعلين الاقتصاديين المحليين.. وشكّل اللقاء محطة تشاورية هامة لإرساء أسس برنامج تنموي جديد يعكس التوجيهات الملكية السامية ويستجيب لأولويات الساكنة المحلية وتطلعاتها المشروعة..
وفي كلمته الافتتاحية، أكد عامل الإقليم أن هذا اللقاء يندرج في إطار دينامية وطنية متجددة تروم تحقيق تنمية شاملة ومتكاملة تقوم على التخطيط المجالي المندمج، مبرزا أن المرحلة الجديدة من برمجة التنمية تمثل انتقالا نوعيا من المقاربات القطاعية المحدودة إلى مقاربة مندمجة وشمولية تُعنى بخلق انسجام بين مختلف المشاريع والبرامج داخل المجال الترابي الواحد..
وأوضح السيد العامل أن إعداد برنامج التنمية الترابية المندمجة لإقليم #تاوريرت سيتم وفق مقاربة تشاركية واسعة تُشرك مختلف الفاعلين الترابيين، مؤكدا أن المواطن أصبح اليوم في صلب هذا المسار بفضل آلية الاستمارة الرقمية التي تم إطلاقها (سنوفر الرابط قريبا)، والتي تتيح لساكنة الإقليم داخل المغرب وخارجه المساهمة الفعلية في تحديد أولوياتهم التنموية واقتراح المشاريع التي يرونها أكثر إلحاحا وواقعية..
وأشار إلى أن هذه الاستمارة تأتي لتُجسّد مبدأ المشاركة المواطِنة في أسمى معانيها، مبرزا أن المرحلة التي كان فيها المواطن يتحجج بعدم إشراكه في صياغة البرامج قد انتهت، إذ أصبح اليوم طرفا رئيسيا في التخطيط من خلال التعبير المباشر عن حاجاته وتطلعاته، وهو ما من شأنه أن يعزز الثقة المتبادلة بين الإدارة والمواطن، ويجعل من التنمية ورشا جماعيا مفتوحا على الجميع..
كما أعلن عامل الإقليم عن إحداث لجنة القيادة الإقليمية للتنسيق والتشاور بشأن إعداد البرنامج، برئاسة السلطة الإقليمية، تتولى إعداد وتقييم التشخيص الترابي وتحديد المشاريع ذات الأولوية، مع ضمان انسجامها مع السياسات العمومية الوطنية والجهوية وبرامج الجماعات الترابية، إلى جانب لجان تقنية وموضوعاتية متخصصة تعكف على دراسة مختلف محاور البرنامج..
وفي عرضه، ذكر السيد العامل بالمحاور الأربعة الكبرى التي حددها جلالة الملك محمد السادس نصره الله كأساس للتنمية الترابية المندمجة، وهي:
- إنعاش التشغيل ودعم الاستثمار المحلي بما يخلق فرص عمل مستدامة وينشط الاقتصاد الإقليمي؛
- تحسين الخدمات الاجتماعية الأساسية خاصة في مجالي التعليم والصحة، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين للعدالة الاجتماعية؛
- التدبير المستدام للموارد المائية في مواجهة التغيرات المناخية المتزايدة؛
- والتأهيل الترابي المندمج الذي يضمن التوازن بين المجالين الحضري والقروي ويحافظ على التماسك المجتمعي.
وقد شدّد عامل الإقليم على أن نجاح هذا الورش الملكي الطموح يقتضي تعبئة جماعية وانخراطا فعليا لجميع المتدخلين، من سلطات ومنتخبين ومصالح خارجية ومؤسسات عمومية ومجتمع مدني وقطاع خاص، مؤكدا أن الرهان الأكبر يتمثل في جعل هذا البرنامج أداة فعّالة لتحقيق تنمية واقعية ومستدامة يكون المواطن محورها وهدفها الأول..
واختُتم اللقاء بالتأكيد على أن إقليم تاوريرت، بانخراطه في هذا الورش الوطني، يؤسس لمرحلة جديدة من التخطيط الترابي القائم على القرب والمواطنة والشفافية، في انسجام تام مع الرؤية الملكية السامية التي تجعل من التنمية المندمجة رافعة لترسيخ العدالة الاجتماعية والمجالية وضمان كرامة المواطن وتحسين جودة عيشه..


