للتاريخ وللذاكرة… نظرة على المشهد السياسي بجماعة التمسية

2025-08-01T22:07:41+00:00
2025-08-01T22:07:43+00:00
سياسة
Youssefمنذ 17 ثانيةwait... مشاهدةآخر تحديث : منذ 17 ثانية

حسن كبوس

منذ إحداثها سنة 1959، شكّلت جماعة التمسية وحدة ترابية فريدة بمنطقة سوس، حملت في طيّاتها تحوّلات سياسية وإدارية تعبّر عن دينامية المجتمع المحلي وتنوع تمثيليته الحزبية.وقد بدأ العمل الجماعي بهذه الرقعة الجغرافية بطابع بسيط ينسجم مع ملامح تلك الحقبة، وكان أول من تقلد مسؤولية التسيير الجماعي بها هو المرحوم سيدي يحيى البشواري، رجل ارتبط اسمه ببدايات التنظيم الإداري المحلي. تلاه في المسؤولية حمّادي، الذي واصل إشرافه على تدبير شؤون الجماعة في ظل إمكانيات محدودة وتحديات تنموية كبيرة.وفي أول انتخابات جماعية بعد الاستقلال، وتحديدا سنة 1977، ستدخل التمسية مرحلة جديدة بانتخاب شمسي رحال عن حزب التجمع الوطني للأحرار رئيسا للمجلس القروي، الذي كان مقره آنذاك بأولاد داحو. وقد امتدت ولايته إلى غاية سنة 1983، ليُفتح باب التداول الديمقراطي مجددا.سنة 1983، سيتولى الحسن بوشوار رئاسة الجماعة لفترتين متتاليتين، عُرفت فيها التمسية بنوع من الاستقرار الإداري. وبعده، سيبرز اسم الحاج العربي، الذي سيقود المجلس بدوره لفترتين، جامعا بين المسؤولية الجماعية والانخراط في العمل البرلماني، بعد فوزه بمقعد في مجلس النواب عن الحزب الدستوري، ليُسجّل اسمه في الذاكرة المحلية كأحد أبرز الفاعلين السياسيين بالمنطقة.وفي سنة 1992، وبتنزيل التقسيم الإداري الجديد الذي أفرز جماعة أولاد داحو كوحدة ترابية مستقلة، تم نقل مقر جماعة التمسية من أولاد داحو إلى مركز التمسية، في خطوة اعتُبرت حينها تحوّلا رمزيا وإداريا مهما، رسّخ مكانة المركز كمقر للجماعة وكمحور للتدبير المحلي.لاحقا، ستؤول الرئاسة إلى محمد بوحويلي عن الحزب الوطني الديمقراطي، الذي بصم بدوره على تجربة خاصة في تدبير الشأن المحلي، قبل أن يسلم المشعل إلى عمر أُخريشي، الذي حاول أن يرسم لنفسه أسلوبا خاصا في القيادة.ومع رياح التغيير التي هبّت على المشهد السياسي الوطني سنة 2015، فاز حسن أقدوح عن حزب العدالة والتنمية برئاسة المجلس، في تجربة استمرت إلى حدود انتخابات 2021، والتي أفرزت قيادة شبابية جديدة تحت لواء حزب الأصالة والمعاصرة، بانتخاب عبد اللطيف دروج رئيساً للمجلس الجماعي الحالي، في محطة جديدة يترقب فيها المواطنون تحقيق مزيد من المكاسب التنموية وتكريس مبدأ القرب والمساءلة.إن كل مرحلة من مراحل الرهانات المطروحة، وكفاءات من تعاقبوا على الرئاسة. لكل رئيس أسلوبه، وقراراته، وإنجازاته وإخفاقاته، غير أن ما يجمعهم جميعا هو مساهمتهم في صياغة ملامح تجربة ديمقراطية محلية تستحق التوثيق والتقييم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.