شعيب خميس/ مشاهد بريس
في صباح يوم أمس الثلاثاء 2 دجنبر 2025، تحوّلت جماعة سيدي العايدي الهادئة إلى محجٍّ للمسؤولين وصناع القرار الاقتصادي، وهي تستقبل حفل تدشين المنطقة الصناعية واللوجستيكية لوجينتيك، مشروع ضخم يَعِدُ بإعادة رسم الخريطة الاستثمارية لإقليم سطات.

لكن خلف الأضواء، تبرز أسئلة عن خلفيات المشروع، جدواه الاقتصادية، هوية المستثمرين، ودور السلطات في مواكبته.
المشهد… تدشين رسمي بحضور وازن
بحضور عامل صاحب الجلالة على إقليم سطات، والمدير الجهوي للاستثمار، ومسؤولين من مختلف الأجهزة، إضافة إلى فعاليات اقتصادية مغربية وأجنبية، أعطيت الانطلاقة الرسمية لمشروع يُقدَّم على أنه بداية عهد صناعي جديد بالمنطقة.

الاحتفال لم يكن عادياً؛ فقد طُرحت أسئلة كثيرة حول حجم المشروع، رمزية الشخصيات الحاضرة، وطبيعة الرسائل التي أراد المنظمون تمريرها، خاصة مع حضور السيد بوشعيب متوكل، الوالي السابق لجهة الشاوية ورديغة، وهو اسم ارتبط تاريخياً بمشاريع كبرى بالجهة.
ما هو مشروع لوجينتيك؟
وفق المعطيات المقدمة خلال الحفل، يمتد مشروع لوجينتيك على مساحة تفوق 116 هكتارًا، ويضم:
منطقة صناعية موجهة للمقاولات المتوسطة والكبرى
مركزًا لوجستيًا بمعايير دولية
مستودعات حديثة وفضاءات للتخزين
ميناءً جافًا يربط المنطقة بسلاسل التوزيع الوطنية
مرافق تجارية وخدماتية
فضاءً استثمارياً مفتوحًا أمام رؤوس الأموال المغربية والأجنبية
يصفه القائمون عليه بأنه “مدينة لوجستيكية متكاملة”، وليست مجرد منطقة صناعية تقليدية.
من يقف خلف المشروع؟

يقف وراء لوجينتيك رجل الأعمال المعروف سمير شهد الفيلالي، الذي يُنظر إليه داخل الوسط الاقتصادي كأحد الوجوه التي تراهن على الاستثمار الصناعي واللوجستيكي.
سمير شهد حضر بقوة خلال التدشين، وأشرف على تقديم أذرع تذكارية للمستثمرين الأجانب والمغاربة، في خطوة اعتبرها البعض رسالة واضحة مفادها أن المشروع ليس محليًا فقط، بل مفتوح على شركاء دوليين.
الرهانات الاقتصادية: فرص شغل أم مجرد واجهة إعلامية؟
يعد المشروع بخلق مئات مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة، إلى جانب استقطاب استثمارات صناعية متنوعة.
لكن هناك من يعتبر أن نجاح لوجينتيك لن يقاس بحفل الافتتاح، بل بقدرتها على:
جذب مصانع حقيقية وليس فقط مستودعات
خلق فرص شغل قارة لأبناء المنطقة
توفير بنية تحتية قادرة على المنافسة
احترام المعايير البيئية والتنظيمية
إقناع المستثمرين بالبقاء على المدى الطويل
مصادر محلية تتساءل: هل ستواكب الجماعات الترابية والإدارات المعنية هذا المشروع؟ أم سيظل عالقًا بين البيروقراطية وتعقيدات التراخيص؟
الحضور الوازن… رسالة سياسية واقتصادية
حضور أسماء من قبيل بوشعيب متوكل، المعروف بدوره في تطوير جهة الشاوية ورديغة سابقًا، أعطى للمشروع وزنًا خاصًا.
كما أن حضور مستثمرين أجانب أضفى عليه بعدًا دوليًا، ينسجم مع توجه المغرب نحو دعم المناطق الصناعية الجديدة.
لكن هذا الحضور طرح كذلك سؤالاً آخر:
هل يعكس هذا التحشيد رغبة حقيقية في دعم المشروع؟ أم أنه مجرد حضور بروتوكولي لن يدوم طويلاً؟
بين الطموح والواقع… هل ستنجح لوجينتيك؟
نجاح المشروع يتوقف على عدة عوامل:
- مدى التزام المستثمرين بتنفيذ المشاريع داخل المنطقة
- جاذبية البنية التحتية بالمقارنة مع مناطق صناعية أخرى
- الدعم الإداري والمؤسساتي الذي ستوفره السلطات
- قدرة سمير شهد وفريقه على إدارة مشروع بهذا الحجم
- الإقبال على اقتناء أو كراء القطع الصناعية داخل المنطقة
الخبراء يحذرون:
“التدشين ليس سوى البداية… الاختبار الحقيقي يبدأ عندما يفتح المستثمرون مصانعهم.”
خلاصة
مشروع لوجينتيك يُعتبر خطوة مهمة لإقليم سطات، وقد يُحدث تحولًا اقتصاديًا عميقًا إن تم تنزيله بالشكل الصحيح.
لكن مسار مثل هذه المشاريع غالبًا ما يصطدم بالتحديات التنظيمية، ومحدودية الموارد، وتقلبات رغبة المستثمرين.
اليوم، يظل السؤال مفتوحًا:
هل ستنجح لوجينتيك في جعل سيدي العايدي قطبًا صناعياً حقيقياً؟
أم ستظل مجرد مشروع طموح محاصر بالتعقيدات؟
الأيام المقبلة وحدها ستكشف ذلك.

