إبراهيم يعݣوبي/ مشاهد بريس
في تصعيد جديد لأساليب تهريب المخدرات عبر الحدود الشرقية للمغرب، كشفت عملية أمنية ناجحة للدرك الملكي، عن استغلال طائرات مسيرة “درونات” في نقل شحنات مخدرات كبيرة إلى الحدود المغربية من الجزائر.
العملية، التي نفذتها عناصر الدرك الملكي التابعة للمركز الترابي بني درار في دوار “لعراعرة” بجماعة بني خالد، قرب الحدود مع الجزائر، أسفرت عن تفكيك شبكة إجرامية خطيرة متورطة في هذا النوع المتطور من التهريب.
وحسب جريدة الصباح التي أوردت الخبر، بدأت تفاصيل العملية برصد تحركات مشبوهة بواسطة كاميرات حرارية متطورة مرتبطة بمركز المراقبة في أحفير، مما أثار الشكوك حول نشاط غير قانوني يتم عبر المسالك الحدودية. وسرعان ما تدخلت مصالح الدرك الملكي لإيقاف مشتبه فيه يدعى “م. أ”، متلبسا بحيازة طائرة “درون” وكمية مهمة من الشيرا، بينما تمكن شخصان آخران من الفرار من مسرح العملية.
ولم تتوقف التحقيقات الأولية، التي أشرفت عليها النيابة العامة بوجدة، عند ذلك الحد، بل أسفرت عن تحديد هوية مشتبه فيه ثان يدعى “ص. م”، يشتبه في أنه مكلف بالمراقبة الميدانية للشبكة.
وتعمقت التحريات لتكشف عن هوية ستة أشخاص آخرين يرجح ارتباطهم الوثيق بالشبكة الإجرامية، ومن بينهم العقل المدبر للعملية وشركاؤه، الذين مازالوا في حالة فرار وتلاحقهم مذكرات بحث وطنية، مما يشير إلى حجم هذه الشبكة وامتداداتها.
وتم تقديم الموقوفين أمام أنظار النيابة العامة المختصة، بينما تواصل الأجهزة الأمنية أبحاثها المكثفة للوصول إلى جميع المتورطين في هذه الشبكة التي أظهرت توظيفا لوسائل تكنولوجية متطورة في أنشطتها الإجرامية، مما يمثل تحديا أمنيا جديدا يتطلب يقظة مستمرة وتطورا في أساليب المكافحة.
وتأتي هذه العملية في سياق تنامي ظاهرة تهريب المخدرات من الجزائر نحو المغرب، إذ تكشف التقارير الأمنية بشكل متكرر عن شبكات إجرامية عابرة للحدود، ذات امتدادات جزائرية ودولية، تعمل على إغراق السوق المغربية بمختلف أنواع المخدرات، سيما أقراص الهلوسة المعروفة بـ “الكبتاغون” وغيرها من المؤثرات العقلية، التي تعتبر من المواد المخدرة شديدة الخطورة التي تثير قلقا، نظرا لتأثيرها المدمر على الشباب.
وتشير المعطيات إلى أن هذه الشبكات تستفيد من الحدود المترامية والمناطق الوعرة لتسهيل أنشطتها غير المشروعة، إضافة إلى أن أشهر مافيا جزائرية لتهريب الحشيش، التي تسيطر على مسارات التهريب انطلاقا من المياه الإقليمية الجزائرية، بتنسيق مع بارونات يستقرون في أوربا، ودعم قادة الجيش الجزائري، شرعت، في الآونة الأخيرة، في عمليات تهريب وصفت بـ “النوعية”، تحت حماية “كابرانات”.