شعيب خميس/ مشاهد بريس
في يوم مشهود يضرب بجذوره في عمق التقاليد العسكرية الأصيلة للمملكة المغربية، وتحت القبة الزرقاء لمدينة القنيطرة العريقة، ارتسم مشهد مهيب يجسد تلاحم العرش بالجيش والشعب. ترأس صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ولي العهد، حفظه الله، يوم الخميس 5 يونيو 2025، حفل التخرج المشترك للفوج الـ 25 من ضباط المدرسة الملكية الجوية، والفوج الـ 59 من ضباط المدرسة الملكية للدراسات العسكرية العليا، المنعقد بالكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا.
1 الاستقبال الملكي المهيب: بحضور كبار القادة العسكريين ومسؤولي الدولة، وصل سمو ولي العهد إلى ساحة الكلية، حيث استقبل بمراسم عسكرية فائقة الدقة والاحترام، تعكس مكانة المؤسسة العسكرية ورمزية الحدث. عزف النشيد الوطني في لحظة مفعمة بالوطنية والكبرياء.
2 تتويج الكفاح والتفوق: وقف سمو الأمير مولاي الحسن شاهدًا على تتويج مسيرة كفاح وتفوق للضباط المتخرجين، بعد سنوات من التدريب المكثف والعلم المتين في مختلف الفنون العسكرية والقيادية والاستراتيجية. تقليد الشارات وتسليم الدبلومات كان لحظة فارقة في حياتهم المهنية، توجت جهودهم تحت الرعاية الملكية السامية.
3 استعراض العزيمة والإرادة: أبهر الضباط المتخرجون الحضور باستعراض عسكري رائع، تجلى فيه الانضباط التام، واللياقة البدنية المثالية، والمهارات القتالية المتقنة. كل خطوة وكل حركة نطقت بالانتماء للوطن والاستعداد للتضحية من أجله.
4 خطاب سامٍ موجَّه للضباط الجدد: وجه سمو ولي العهد خطابًا هامًا ومحفزًا للضباط المتخرجين، أكد فيه على:
الثقة الملكية اللامحدودة: ثقة جلالة الملك القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، في هذه النخبة الجديدة من أبناء الوطن.
الرسالة السامية للجندية: مسؤولية حمل راية الدفاع عن حوزة الوطن المقدسة، وحماية مكتسباته، والذود عن وحدته الترابية.
القيم الراسخة: التشبث بقيم الانضباط، والتضحية، والإخلاص، والشرف، والتفاني في خدمة الوطن، مستلهمين الروح العالية للقوات المسلحة الملكية المجيدة.
الاستعداد الدائم: ضرورة مواصلة التكوين والتدريب لمواكبة التحديات المعاصرة والمستقبلية في مجال الدفاع والأمن.
تجسيد الولاء المطلق لجلالة الملك والتمسك الثابت بالثوابت الوطنية.
رئاسة سمو ولي العهد، الأمير الشاب، لهذا الحفل تعكس استمرارية المسيرة المجيدة للدولة المغربية وتجذر مؤسسة إمارة المؤمنين، وترسيخ الارتباط الوثيق بين العرش العلوي المجيد وأبنائه البررة من الضباط.
و يؤكد الحدث مجددًا على المكانة الرفيعة للكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا بالقنيطرة، باعتبارها منارة علمية وعسكرية رائدة في تكوين القادة العسكريين والأطر العليا المؤهلة.
حيث يشكل الحفل تجسيدًا عمليًا للعناية الفائقة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، لتحديث وتطوير المؤسسة العسكرية وتزويدها بأفضل الكفاءات.
إن إخراج دفعات جديدة من الضباط المؤهلين تأهيلاً عالياً هو ضمانة أساسية لاستمرار أمن المغرب واستقراره وقوته في وجه أي تحد.
هذا الحدث مناسبة وطنية للفخر والإشادة بنخبة جديدة من أبناء المغرب الذين اختاروا طريق الشرف والدفاع عن الوطن.
إن حفل تخرج ضباط الفوجين الـ 25 والـ 59 تحت الرئاسة الفعلية لصاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ولي العهد، لم يكن مجرد احتفال أكاديمي تقليدي. لقد كان مناسبة وطنية كبرى، مشحونة بالرمزية والقيم، تؤكد على متانة المؤسسة العسكرية المغربية، واستمرار إشعاعها، وتجذر ولائها للعرش العلوي المجيد. إنه مشهد يبعث على الطمأنينة ويؤكد أن المغرب، بقواته المسلحة الباسلة وقادته المستقبليين الأكفاء، يسير بثبات نحو آفاق أرحب من الأمن والاستقرار والتقدم، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، ونائبه الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن. حفظ الله المغرب وملكه وولي عهده الأمين.