العرش العلوي المجيد

2025-08-05T08:15:03+00:00
2025-08-05T08:15:04+00:00
وطنيات
Bouasriya Abdallahمنذ 18 ثانيةwait... مشاهدةآخر تحديث : منذ 18 ثانية
العرش العلوي المجيد

شعيب خميس/ مشاهد بريس

في يوم الإثنين 10 رمضان 1380هـ، الموافق لـ26 فبراير 1961م، توقف نبض قلب مناضلٍ نذر حياته لوطنه، وأسدل الستار على فصل من أمجد صفحات تاريخ المغرب الحديث. فقد رحل جلالة الملك محمد الخامس، طيب الله ثراه، الأب والمؤسس، وبطل الاستقلال، الذي قاد شعبه بشجاعة وحكمة في مواجهة الاستعمار، حتى انتُزع النصر واستعاد الوطن سيادته وكرامته.

رحل القائد، لكن أثره بقي في وجدان الأمة، وفي أعين المغاربة الذين ودّعوه بحزن عميق وفخر لا يُضاهى. وفي خضمّ هذا المشهد المهيب، وقف ولي العهد آنذاك، جلالة الملك الحسن الثاني، شابًا في الحادية والثلاثين من عمره، يحمل في قلبه ألم الفقد، وفي عينيه وعي التاريخ وثقل الأمانة.

لم يكن مجرد انتقال للعرش، بل لحظة مفصلية في تاريخ المغرب، انتقل فيها الوطن من زمن التحرير إلى زمن التشييد والبناء. تسلم الملك الحسن الثاني مشعل القيادة وسط تحديات جسام، داخلية وخارجية، لكنه مضى بخطى ثابتة، يستند إلى إرث والده ويستلهم منه روح الوفاء والمسؤولية، ليقود المغرب نحو التحديث وإرساء المؤسسات وبناء الدولة الحديثة.

من قلب الفقد، وُلد عهد جديد… ومن رحيل الأب، نهض الابن ملكًا، يواصل المسيرة، ويكتب فصولًا جديدة من ملحمة الوطن.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.