شعيب خميس/ مشاهد بريس
حدث استثنائي في الأمن السيبراني العالمي
في تطور دولي بارز، انتُخبت المملكة المغربية، ممثلةً في الخبيرة الأمنية عميد الشرطة الإقليمي ليلى الزوين، نائبةً لرئيس الفريق الدولي لخبراء الإنتربول في مجال الجرائم السيبرانية. جرى التصويت خلال الاجتماع السنوي الأول للفريق بمقر الإنتربول في ليون الفرنسية يومي 4 و5 يونيو 2025، بحضور نخبة من الخبراء العالميين .
من هي ليلى الزوين؟
تشغل الزوين منصب رئيس مصلحة مكافحة الجرائم المرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة بالمديرية العامة للأمن الوطني المغربي. تتمتع بخبرة واسعة في مواجهة التحديات السيبرانية المعقدة، وهو ما أهلها لتولي هذا المنصب القيادي الدولي. اختيارها يُعد اعترافاً دولياً بتميز الكفاءات الأمنية المغربية .
مهام محور “التمكين”: رؤية استباقية
ستترأس الزوين محور “التمكين” (Autonomisation)، وهو أحد المحاور الاستراتيجية للفريق الدولي، ويركز على:
تمكين الضحايا: تطوير آليات الحماية القانونية والتقنية لضحايا الجرائم الإلكترونية.
تعزيز قدرات الشرطة: تصميم مساطر وخطط عمل لرفع كفاءة أجهزة إنفاذ القانون في البحث والمواجهة.
بناء الشراكات: تكوين شبكات تعاون بين الخبراء الدوليين لمواجهة الجرائم عابرة الحدود .
دلالات الانتخاب: اعتراف بمكانة المغرب
يُترجم هذا الاختيار عدة إنجازات نوعية:
1 التقدم التقني: تأكيد وصول البنى الشرطية المغربية لمستويات متقدمة في مجال الأمن السيبراني إقليمياً ودولياً .
2 التعاون متعدد الأطراف: تجسيد فعلي لانخراط المغرب في تعزيز آليات الأمن الجماعي عبر منصات مثل الإنتربول .
3 الريادة الإقليمية: تعزيز مكانة المغرب كفاعل مركزي في أمن الفضاء السيبراني الأفريقي والعربي .
السياق الدولي: لماذا هذا الفريق مهم؟
يأتي تشكيل الفريق الدولي لخبراء الإنتربول استجابةً للارتفاع المُطّرد في الجرائم السيبرانية التي تجاوزت 80% من الجرائم العابرة للحدود حسب تقارير الإنتربول. ويركز الفريق على مواجهة تحديات مثل:
الجرائم المالية الإلكترونية
اختراق البنى التحتية الحيوية الجرائم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي
ردود الفعل الدولية
وصف مراقبون في الإنتربول هذا الاختيار بأنه “خطوة طبيعية لتجربة المغرب الرائدة”، خاصة في مجال تشريعات الأمن السيبراني وإنشاء مركز القطب الإفريقي للأمن السيبراني بمراكش. كما يُنتظر أن تُسهم الزوين في تعزيز تبادل الخبرات مع الدول العربية والإفريقية .
كلمة السيدة الزوين: رؤية مستقبلية
“سأعمل على تحويل محور التمكين إلى منصة عملية تدمج التكنولوجيا مع العدالة، لضمان حماية الضحايا وتعزيز قدرات الدول النامية في هذا المجال. هذا انتصار لكل الكفاءات المغربية والعربية الشابة”.
الأثر المتوقع
للمغرب: تعزيز مكانته في صنع السياسات الأمنية الدولية.
عربياً وإفريقياً: فتح قنوات جديدة للتدريب ونقل الخبرات.
عالمياً: تطوير نماذج عملية لمواجهة استغلال التكنولوجيا في الجريمة المنظمة .
خارطة الطريق المستقبلية
سيبدأ الفريق عمله فوراً عبر:
1 وضع دليل معياري دولي لآليات التبليغ عن الجرائم السيبرانية.
2 تصميم منصة تدريب افتراضية لبناء قدرات الشرطة العالمية.
3 عقد شراكات مع شركات التكنولوجيا الكبرى لتعزيز الحماية الاستباقية.
إن انتخاب المغرب في هذا المنصب ليس مجرد إنجاز رمزي، بل هو اعتراف بدوره كحاضنة للكفاءات وقائد في تصميم حلول الأمن المستقبلية. هذا الاختيار يضع العالم العربي وإفريقيا على خريطة صناعة الأمن السيبراني العالمي، ويؤكد أن المغرب بات شريكاً لا غنى عنه في هندسة الأمن الدولي.