الملك محمد السادس يُوجِّه الأمر اليومي للقوات المسلحة الملكية في ذكرى تأسيسها الـ69

2025-05-14T15:59:22+00:00
2025-05-14T16:00:27+00:00
وطنيات
Bouasriya Abdallahمنذ دقيقة واحدةwait... مشاهدةآخر تحديث : منذ دقيقة واحدة
الملك محمد السادس يُوجِّه الأمر اليومي للقوات المسلحة الملكية في ذكرى تأسيسها الـ69

شعيب خميس/ مشاهد بريس

بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لتأسيس القوات المسلحة الملكية، وجَّه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة، أمراً يومياً إلى أفراد القوات المسلحة الملكية، أكد فيه على دورها التاريخي كحصن للوطن ورمز للوحدة والتضحية. وجاء الخطاب الملكي ليُجسِّد التقدير العالي لجهود العسكريين المغاربة في الدفاع عن حوزة المغرب، وليُبرز الرؤية الاستراتيجية لتحديث المؤسسة العسكرية وتعزيز مكانتها الدولية.

افتتح جلالة الملك نصره الله وايده خطابه بالتأكيد على أن تخليد هذه الذكرى هو وقفة وفاء لتاريخ تأسيس القوات المسلحة على يد الراحلين الملك محمد الخامس، الذي قاد معركة التحرير الوطني، والملك المغفور له الحسن الثاني، الذي أسس لجيش حديث ومُتعدد المهام. ووصف جلالته هذه المناسبة بأنها “محطة وطنية تُجسِّد تلاحم العرش والشعب”، مذكراً بالتضحيات الجسام التي قدمها الأسلاف من أجل استقلال المغرب ووحدته الترابية.

ثمَّن الملك اعزه الله الجهود الاستثنائية لأفراد القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني في حراسة الحدود البرية والجوية والبحرية، خاصة في المناطق الجنوبية للمملكة، مؤكداً أنهم “ساهرون ليل نهار على حماية الوحدة الترابية”، ومُجسِّدون أسمى قيم التضحية. كما أشاد جلالته بالدور الإنساني للجيش في إدارة الكوارث الطبيعية، مثل عمليات الإنقاذ والإغاثة وتقديم الخدمات الطبية، والتي تُنفَّذ “بخبرة وفعالية تنفيذاً للأوامر السامية”.

حيث أكَّد الخطاب الملكي أن تحديث المؤسسة العسكرية لا يقتصر على التجهيزات التقنية المتطورة، بل يشمل أيضاً الاستثمار في العنصر البشري عبر برامج تكوينية وعلمية تواكب المستجدات الأمنية العالمية. وأشار جلالته إلى أن معاهد التكوين العسكري تشهد تطويراً مستمراً لضمان جاهزية الأطر العسكرية لمواجهة التحديات المُعقَّدة، مثل الجرائم العابرة للحدود والاضطرابات الإقليمية. كما نوّه بالخدمة العسكرية الاختيارية التي تمنح الشباب المغربي فرصة “التشبُّع بقيم الانضباط” واكتساب مهارات تُسهِّل اندماجهم في سوق العمل.

وقد سلّط الملك حفظه الله الضوء على الإسهام المغربي البارز في مهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، لاسيما عبر الوجود الفعّال لتجريدات عسكرية في جمهورية الكونغو الديمقراطية وإفريقيا الوسطى، بالإضافة إلى إرسال كوادر طبية وأطر فنية لدعم البعثات الأممية. وأوضح جلالته أن هذا الانخراط يُعزِّز مكانة المغرب كـ”شريك موثوق” في تعزيز الأمن الدولي، ويُبرِز ريادته الإفريقية في مجال الدبلوماسية الوقائية.

كما كشف الملك اعزه الله عن استمرار دعم مشاريع توطين الصناعات العسكرية كـ”ورش وطني يُعزِّز الاستقلالية الدفاعية”، عبر شراكات مع مستثمرين محليين ودوليين وإطار قانوني محفّز. ووصف هذه الخطوة بأنها جزء من رؤية تهدف إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد، وبناء قاعدة صناعية عسكرية متطورة تُلبّي حاجات الجيش المغربي وتُسهم في التنمية الاقتصادية.

اختتم جلالة الملك نصره الله وايده خطابه بتوجيه تحية إجلال لشهداء الوطن الذين “ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن”، داعياً المولى عز وجل أن يُلهم العسكريين روح المواصلة في الدفاع عن الثوابت الوطنية تحت شعار “الله، الوطن، الملك”. كما حثّ الضباط والجنود على “اليقظة والحكمة” في مواجهة التحديات، مؤكداً أن الثقة في قدراتهم هي الضامن لاستمرار المغرب قلعةً منيعة وواحةً للأمن.

بهذا الخطاب، يؤكد الملك محمد السادس أن القوات المسلحة الملكية ليست درعاً عسكرياً فحسب، بل مؤسسة وطنية تُجسِّد قيم التضامن والانتماء، وتُشارك بفعالية في بناء مغرب الحداثة والاستقرار.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.