مشاهد بريس
مرّت سنوات وساكنة جهة سوس ماسة ما زالت تبحث عن بصمة حقيقية لبرلمانيي حزب الاستقلال، لكن الحصيلة تكشف العكس: كلام كثير وإنجاز معدوم.
البرلمانيون الذين رفعوا شعارات خدمة الجهة لم يقدموا أي شيء يُحسب لهم، لا على مستوى التشريع ولا على مستوى المرافعة الجادة عن قضايا الناس.
المشاريع الكبرى التي شملت الجهة – من الطريق السريع إلى ربط أكادير بالسكك الحديدية – جاءت بقرار ملكي أو ببرامج وطنية، وليست نتيجة جهد أو ضغط من ممثلي الاحزاب.
الأدهى أن حضورهم داخل قبة البرلمان باهت، يغيبون عن اللجان والجلسات، ولا يسمع لهم صوت في الملفات الحيوية: الصحة المتدهورة، التعليم المتراجع، أزمة الماء التي تخنق الفلاحة، وضعية الشباب المعطلين… كلها قضايا بقيت دون من يدافع عنها بجرأة وصدق.
أما على المستوى المحلي، فقد تحوّل الحزب إلى ساحة للصراعات الداخلية والاستقالات الجماعية، ما جعل صورته مهزوزة وفاقدة للمصداقية.
فبدل أن يكونوا قوة ترافعية لصالح الجهة، انشغل برلمانيو الاستقلال بالمناورات الانتخابية والمصالح الشخصية، تاركين الساكنة تواجه مصيرها مع البيروقراطية والتهميش.
الخلاصة واضحة: برلمانيو الاستقلال بجهة سوس ماسة مجرد أرقام انتخابية بلا أثر تنموي. والساكنة، التي ملّت من الخطابات الرنانة، لم تعد تقبل بهذا العبث السياسي الذي يحوّل البرلمان إلى منصة للوجاهة وليس لخدمة الوطن والجهة.