المحجوب زضيضات // مشاهد بريس
مشاريع فلاحيّة وقروية وهيكلية ترى النور في دورة يونيو 2025
في زمن تُختزل فيه دورات المجالس في جداول الأعمال والقرارات الروتينية، اختار المجلس الإقليمي لبوجدور أن يُعيد تعريف مفهوم “الدورة العادية”، بتحويلها إلى ورشة مفتوحة لرسم ملامح تنمية متكاملة، عنوانها الأبرز: المجال القروي ليس على الهامش.
هكذا، انطلقت صباح الثلاثاء 10 يونيو 2025، أشغال دورة يونيو، التي ترأسها السيد أحمد خيار، بحضور الكاتب العام لعمالة بوجدور، وسط نقاشات تجاوزت لغة المجاملات، لتلامس العمق التنموي لواقع الإقليم.
الفلاحة أولاً… لا تنمية بدون أرض
بدأت الدورة من جذورها. عرضٌ تقني مفصّل حول وضعية القطاع الفلاحي أعاد ترتيب الأولويات: الأرض ليست مجرد معطى جغرافي، بل مورد استراتيجي. ومع تقلبات المناخ، بات دعم الفلاحين ليس فقط ضرورة اقتصادية، بل أيضاً خياراً سياسياً لتثبيت السكان في مجالهم الطبيعي.
تثمين الموارد، تشجيع سلاسل الإنتاج، ومواكبة الفلاح الصغير كانت محاور النقاش. الرسالة كانت واضحة: لا تنمية دون فلاحة، ولا فلاحة دون سياسات ترابية عادلة.
الطفولة والرياضة… من حق الهامش أن يحلم
في خطوة ذكية تراهن على الإنسان قبل الحجر، صادق المجلس على اتفاقية متعددة الأطراف، جمعت بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، مديريتي التربية والشباب، وجمعية “بوجدور مبادرة”، بهدف تحويل المدرسة إلى فضاء للحياة، لا مجرد مؤسسة لتلقين الدروس.
كما صُودق على دعم النقل الصيفي للأطفال نحو المخيمات. في إقليم مثل بوجدور، الترفيه ليس ترفاً، بل حق تربوي واستراتيجي في التوازن النفسي والاجتماعي.
القرى تعود إلى مركز القرار
أحد أقوى لحظات الدورة تمثل في المصادقة على ثلاث اتفاقيات شراكة مع جماعات المسيد، كلتة زمور، واجريفية. الهدف؟ إعادة الاعتبار للمجال القروي من خلال تأهيل مراكزه الحيوية ضمن برنامج تنموي متدرج (2025-2026)، يعكس مقاربة مجالية تقوم على الإنصاف والتوازن.
سكن من أجل الاستقرار… وميزانية من أجل المرونة
كما وافق المجلس على مشروع تجزئة سكنية جديدة لفائدة الأطر المحلية، في خطوة تعكس إدراكاً عميقاً بأن الاستقرار المهني يبدأ من الاستقرار السكني.
ومن جهة أخرى، تم التصويت على تحويلات مالية مرنة داخل ميزانية 2025، تؤكد قدرة المجلس على تعديل موازناته وفق المستجدات، دون الإخلال بالأولويات.
نحو نموذج تنموي محلي متكامل
ما يميز دورة يونيو 2025 ليس فقط الكمّ، بل الكيف. نقاشات تنموية صلبة، توجهات واضحة، وقرارات عملية تنبع من واقع الإقليم لا من رفوف البرامج الجاهزة. المجلس الإقليمي لبوجدور يبعث برسالة جديدة: التنمية ليست شعاراً انتخابياً، بل التزام يومي وميداني.
المحجوب زضيضات
مراسل مشاهد بريس – بوجدور
المشرف الميداني لتغطية دورة يونيو 2025
