بوجدور.. حين يتأخر الأمل ويأتي ناقصاً

2025-06-11T17:14:13+00:00
2025-06-11T17:14:15+00:00
مجتمع
Bouasriya Abdallahمنذ 16 ثانيةwait... مشاهدةآخر تحديث : منذ 16 ثانية
بوجدور.. حين يتأخر الأمل ويأتي ناقصاً

المحجوب زضيضات//مشاهد بريس

في بوجدور، المدينة الصغيرة التي تتنفس على هامش العناوين الكبرى، يعيش أشخاص في وضعية إعاقة تفاصيل يومية لا تراها الكاميرات. تفاصيل تتأرجح بين الصبر وانتظار فرصة قد لا تأتي.

وعندما جاءت أخيراً، جاءت منقوصة.

برنامج دعم المشاريع المدرة للدخل لفائدة ذوي الإعاقة، الذي تشرف عليه وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، ويُنفذ ميدانياً عبر التعاون الوطني، شكّل بارقة أمل لكثيرين في الإقليم. برنامج بسيط في أرقامه “سقف الدعم لا يتجاوز 60 ألف درهم” لكنه كبير في رمزيته، لأنه يمنح لهذه الفئة الهشة فرصة لحياة مختلفة.

سنة 2022، شرع عدد من الأشخاص في وضعية إعاقة ببوجدور في إعداد ملفاتهم بدقة: دراسات، فواتير، توثيقات، وتتبعات إدارية مُجهِدة. لم يطلبوا معاملة تفضيلية، فقط تعاملاً منصفاً، وفرصة متساوية.

مرت ثلاث سنوات. وفي 2025، أُعلن عن صرف الدعم. لكن المفاجأة؟
المبلغ تقلّص إلى 20 ألف درهم فقط، دون سابق إنذار، ودون تبرير رسمي.

لم يكن الاعتراض على المبلغ في حد ذاته، بل على الغموض الذي أحاط به. فكيف يُمنح مستفيدون في أقاليم مجاورة “ضمن نفس الجهة “مبلغ 60 ألف درهم، بينما تُقلّص القيمة في بوجدور إلى الثلث؟ هل يتعلق الأمر بتقديرات محلية؟ بمعايير انتقائية؟ أم بمشكل في التواصل والتوضيح؟

هنا، لا تُوجَّه أصابع الاتهام. لا تُرفع شعارات ولا تُكتب بيانات.
ما يُطلب فقط هو الشفافية: أن يُفسَّر للمستفيدين سبب التقليص، وأن يُتعامل معهم بوضوح، احتراماً لكرامتهم أولًا، ولحقهم في المعلومة ثانياً.

القصّة لم تنتهِ. لكنها توقفت عند سؤال معلّق.
والأمل، برغم الانتظار الطويل، لا يزال قائماً… أن تُفتح الملفات من جديد، لا لخلق صراع، بل لتصحيح مسار.
فأكثر ما تحتاجه هذه الفئة، ليس المال فقط، بل الاحترام.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.