شعيب خميس/ مشاهد بريس
عملية نوعية بقيادة يونس عاكيفي تكشف عن خيوط عصابة متخصصة في سرقة السيارات الفاخرة واستغلالها في أنشطة محظورة
في إنجاز أمني غير مسبوق، نجحت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي ببوسكورة، بقيادة الكومندار يونس عاكيفي، وبتنسيق وثيق مع القيادة الجهوية للدرك الملكي بجهة الدار البيضاء – سطات، وتحت إشراف النيابة العامة المختصة، في تفكيك واحدة من أخطر العصابات الإجرامية التي كانت تنشط على الصعيد الوطني في مجالات متعددة، أبرزها سرقة السيارات الفاخرة من وكالات الكراء، واستغلالها في شبكات الاتجار في المخدرات والمشروبات الكحولية المهربة.
بداية الخيط.. شكايات متكررة ومؤشرات مريبة
جاء هذا الإنجاز الأمني عقب سلسلة من الشكايات تقدمت بها عدد من وكالات كراء السيارات في مدن مختلفة، بعدما لاحظت اختفاء سيارات فاخرة تم تأجيرها بطرق قانونية، لكنها لم تعد إلى مقراتها، في ظروف وصفت بالغريبة والمريبة.
هذه المعطيات دفعت المركز القضائي ببوسكورة إلى فتح تحقيق دقيق، بإشراف مباشر من النيابة العامة، حيث جرى تتبع خيوط الشبكة عبر عمليات ميدانية وتحريات تقنية معمقة، مكنت من تحديد هوية المشتبه فيهم ونمط اشتغالهم.
مخطط محكم وتقنيات متطورة للإفلات من المراقبة
التحريات أظهرت أن أفراد العصابة يعتمدون على خطة إجرامية ذكية، يقودها عنصر من ذوي السوابق القضائية، يقوم باستئجار سيارات فاخرة باستخدام وثائق قانونية سليمة، قبل أن يعمد إلى تعطيل نظام التتبع الجغرافي (GPS) المثبت في المركبة، حتى لا تتمكن وكالات الكراء من تحديد موقعها.
وبعد ذلك، تُسلّم السيارات إلى أفراد آخرين ضمن الشبكة، يتكفلون بـ تزوير لوحاتها ووثائقها وتغيير معالمها، لتُستعمل لاحقًا في أنشطة محظورة، تتنوع بين نقل المخدرات وترويج الخمور المهربة، بما يشير إلى شبكة منظمة ذات امتدادات متعددة.
مداهمة نوعية.. ضبط سيارات وممنوعات فاخرة
بناءً على معطيات دقيقة توصلت إليها الفرق الميدانية، نفذت عناصر الدرك عملية مداهمة محكمة لمستودع سري يُستغل كمركز لتخزين السيارات المسروقة والممنوعات، حيث تم العثور على خمس سيارات فاخرة من الطرازات الحديثة، إلى جانب كميات كبيرة من المخدرات، وأطنان من المشروبات الكحولية المهربة عالية الجودة كانت معدة للتوزيع غير المشروع في الأسواق المحلية.
وقد أسفرت العملية عن توقيف زعيم الشبكة وعدد من أفرادها، الذين جرى وضعهم تحت تدبير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة، في انتظار تعميق البحث للكشف عن باقي الامتدادات والشركاء المحتملين داخل وخارج المنطقة.
إشادة محلية وتأكيد على الاحترافية الأمنية
العملية لقيت تنويهًا واسعًا من قبل الساكنة المحلية والرأي العام، الذين عبّروا عن ارتياحهم الكبير لفعالية الأجهزة الأمنية، مشيدين بـ الجاهزية الميدانية والحنكة المهنية التي أبانت عنها عناصر الدرك الملكي ببوسكورة في مواجهة الجريمة المنظمة.
كما أكد متتبعون للشأن الأمني أن هذا التدخل يعكس روح الانضباط واليقظة التي تميز العمل الدركي في جهة الدار البيضاء – سطات، ويبرز قوة التنسيق بين المركز القضائي والقيادة الجهوية والنيابة العامة في إحباط المخططات الإجرامية المعقدة.
يقظة دائمة ورسالة واضحة
بهذا الإنجاز النوعي، يواصل جهاز الدرك الملكي تكريس حضوره القوي في الميدان، من خلال مقاربة استباقية تعتمد على التحري الدقيق والاستخبار الميداني، مما يضع حدًا أمام العصابات التي تسعى إلى تهديد الأمن الاقتصادي والاجتماعي.
ويؤكد هذا التدخل الناجح مرة أخرى أن الأمن لا يتحقق بالصدفة، بل بالعمل الدؤوب والتنسيق المحكم والاحترافية العالية التي تميز رجال الدرك الملكي، الساهرين على أمن الوطن والمواطنين في كل مكان.
