محمد امغيمما
في الزمن القريب سبعينيات القرن الماضي هناك، عند مجرى ترگوا ن سيدي يحيى، وبمحاذاة وادي سوس، هناك تماعيت إزدار في حضن الطبيعن كجوهرة تنبض بالحياة. هنا البساطة ليست مجرد مظهر، بل هي فلسفة عيش، تنسج من خيوط القناعة والسعادة لوحة لا يبهت لونها مهما تغير الزمان.أهل تماعيت إزدار أهل طيبة وكرم، رجال صدق وأصالة، رجال يحملون سمات الرجولة في كل المواقف، ويكتبون تاريخا من النقاء في زمنٍ يركض نحو التعقيد. وجوههم مشرقة كضياء الصبح، وقلوبهم عامرة بالخير، ما جعلهم عنوانا للوفاء والشهامة.هؤلاء الرجال عاشقون يفلحون التربة بعرق جبينهم، ويزرعون أسنگار وتومزين بحب لا يعرف الكلل، كأنهم يغرسون الأمل في كل حبة تراب. وعلى مقربة من السواقي التي يرويها وادي سوس انداك ، تنبض الحقول بالحياة، تماعيت ليست فقط دوارا؛ إنها ذاكرة متجذرة وأصالة متجددة، حيث يلتقي صفاء الطبيعة بنقاء القلوب. هنا، في هذا الفضاء البسيط، لا زالت القيم حية، ولا زالت الوجوه تحمل ملامح البراءة التي افتقدها كثير من الأمكنة.