شعيب خميس/مشاهد بريس
(تحقيق استقصائي شامل لملابسات الواقعة وتداعياتها) مشاهد دموية في قلب العمران
في ظهيرة يوم الأحد (فاتح يونيو 2025)، تحول منزل أسري متواضع بتجزئة “العمران” في حد السوالم (إقليم برشيد) إلى مسرح لجريمة مروعة. أقدم رجل (46 عاماً) – عامل بوحدة صناعية في الحي الصناعي المحلي – على قتل زوجته (45 عاماً) أم أبنائهما الثلاثة، باستخدام مطرقة حديدية. الضربات المتتالية على رأسها أوقعتها جثة هامدة قبل أن يفيق الجاني من هول فعله .
تفاصيل الجريمة: من الخلاف إلى الكارثة
1 الزمان والمكان:
- الساعة 14:30 ظهراً، داخل المنزل العائلي، حيث اندلع خلاف عنيف بين الزوجين لأسباب لا تزال قيد التحقيق.
- استخدام المطرقة كأداة جرمية يشير إلى عنف مفرط، خاصة مع تركيز الضربات على الرأس.
2 الاعتراف الفوري:
- بعد ارتكاب الجريمة، اتصل الجاني تلقائياً بـ الدرك الملكي وأبلغهم بالواقعة، ثم بقي في مكانه في حالة “صدمة واستغراب” حتى وصلت دورية مركز حد السوالم.
3 الإجراءات الأولية:
- الضابطة القضائية باشرت التحريات فوراً تحت إشراف النيابة العامة وقائد سرية برشيد.
- فريق الشرطة التقنية والعلمية التابع للقيادة الجهوية للدرك الملكي انتقل إلى العين المكان لجمع الأدلة.
- نقلت الجثة إلى مستودع الأموات لإجراء التشريح الطبي لتحديد أسباب الوفاة بدقة .
يعد إقليم برشيد من الأقاليم الصغرى التي أُحدثت عام 2009 لمواكبة الكثافة السكانية (تجاوزت 700 ألف نسمة) وتلبية الاحتياجات الإدارية للسكان .
يعمل الجاني في إحدى وحدات الحي الصناعي، ما يطرح أسئلة حول الضغوط الاقتصادية كعامل محتمل وراء الجريمة.
سوابق أمنية: عرف الإقليم حراكاً اجتماعياً مكثفاً في السنوات الماضية، مما دفع السلطات إلى تعيين عامل متخصص من خريجي مدرسة تكوين الأطر بالقنيطرة (كـ”محمد فنيد”) لتدبير شؤونه .
تم توقيف الجاني واحتجازه تحت الحراسة النظرية بمقر مركز درك حد السوالم. تنتظر النيابة العامة نتائج التشريح لتحديد التهمة النهائية (قد تتراوح بين القتل العمد والضرب المفضي إلى الموت).
ووفق القانون المغربي، قد تُحال القضية إلى دائرة التحقيق التابعة لمحكمة الاستئناف إذا تأكدت الأدلة على القتل العمد، خاصة مع وجود أدلة مادية (المطرقة) وشهادة المشتبه به نفسه .
انتقل الجاني من دور الأب المتزوج منذ سنوات إلى الجاني المُصاب “بالصدمة” بعد الجريمة، ما يشير إلى اضطراب نفسي مفاجئ أو تراكم ضغوط.
ان الأبناء الثلاثة (من دون ذكر أعمارهم) يواجهون صدمة مزدوجة: فقدان الأم وتجريم الأب.
حيث بدأت جمعيات محلية في حد السوالم بحملات توعوية حول العنف الأسري وسبل التبليغ المبكر عنه.
كما يُتوقع أن يُعلن عامل إقليم برشيد (الحالي) عن خطة دعم نفسي وقانوني لأسر الضحايا، تماشياً مع سياسة الأقاليم الصغرى في تعزيز الأمن الاجتماعي .
رغم بشاعة الواقعة، إلا أنها تكشف عن إشكالات أعمق: الضغوط الاقتصادية في المناطق الصناعية، ضعف آليات الدعم الأسري، وضرورة تفعيل مراكز الاستماع بالمناطق الهشة. التحدي الآن يتجاوز معاقبة الجاني إلى حماية أطفال فقدوا أسرتهم في لحظة… وقاية المجتمع تبدأ بتحويل هذه المأساة إلى درس عاجل.
“الحديد الذي يطرق به القاتل زوجته، هو نفسه الذي كان يفترض أن يبني به مستقبل أبنائه.” — تحليل اجتماعي لمشاهد بريس.