شعيب خميس/ مشاهد بريس
اهتزت مدينة اليوسفية صباح يوم الخميس 1 ماي الجاري، إثر حادث مروّع دهس فيه قطار شابًا في الثلاثينات من عمره، وذلك على مقربة من مقبرة سيدي عبد الرفيق، في منطقة تُعدّ من المناطق شبه قروية القريبة من السكك الحديدية. الحادث الذي وقع في ظروفٍ ما تزال غامضة، أثار موجةً من الحزن والاستنكار بين أهالي المدينة، فيما تكثّف التحقيقات لكشف ملابسات الواقعة.
وفقًا للمعلومات الأولية، كان الشاب يتواجد بمفرده على جنبات السكة الحديدية في وقت مبكر من الصباح، قبل أن يصطدم به القطار المُتجه نحو إحدى المحطات المجاورة، مما أدى إلى وفاته على الفور. لم تُكشف هوية الشاب بشكلٍ رسمي بعد، فيما تُشير مصادر محلية إلى أن الضحية من سكان المنطقة، وقد يكون كان يعبر السكة في لحظة مرور القطار، أو ربما كان متواجدًا هناك لأسبابٍ لا تزال محلّ تحقيق.
و بمجرد تلقي البلاغ، انتقلت إلى مكان الحادث فرقُ الوقاية المدنية والسلطات الأمنية برفقة السلطة المحلية، حيث نُقلت الجثة إلى مستودع الأموات التابع للمستشفى المحلي، فيما شرعت النيابة العامة المختصة في فتح تحقيقٍ دقيق لمعرفة أسباب الحادث، وتحديد ما إذا كان نتيجة خطأ بشري، أو إهمال في صيانة البنية التحتية للسكك، أو وجود عوامل أخرى وراء المأساة.
أكد مصدر أمني لـ«المصدر الصحفي» أن التحقيق سيركّز على عدة محاور، منها:
- ظروف تواجد الضحية بالقرب من السكة الحديدية.
- مدى التزام القطار بتحذيرات السرعة المقررة في المنطقة.
- وجود إشارات تحذيرية أو أسوار تُحيط بالسكك في نقطة الحادث.
ليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها المنطقة حوادثَ مماثلة، حيث تُعاني مناطقُ عدة في اليوسفية من نقصٍ في إجراءات السلامة حول السكك الحديدية، ما يزيد من مخاطر تعرض المشاة للحوادث، خاصة في المناطق التي تخلو من الجسور العلوية أو الممرات الآمنة. وقد طالب نشطاء محليون في مناسبات سابقة بتحسين البنية التحتية وزيادة التوعية بأخطار السكك الحديدية.
كما عبّر سكان المدينة عن صدمتهم من الحادث، معتبرين أن «المنطقة بحاجة إلى تدخل عاجل من المسؤولين لتأمين السكك وإنقاذ الأرواح». كما نعى عددٌ من أقارب الضحية – عبر منشورات على مواقع التواصل – الفقيدَ ووصفوه بـ«الشاب الهادئ المُحب لأهله»، مُطالبين بالكشف عن الحقيقة كاملة.
بينما تغطّي المدينةَ موجةٌ من الحزن، تبقى الحادثةُ جرس إنذارٍ يُذكّر بضرورة تعزيز إجراءات السلامة المرورية، ومراجعة سياسات الصيانة الدورية للسكك الحديدية، خاصة في المناطق المأهولة. ففي الوقت الذي تنتظر فيه اليوسفية نتائج التحقيق، يُطرح سؤالٌ ملحّ: كم من الضحايا سيُزهقون قبل أن تتحول الوعود إلى أفعال؟!