محمد أمغيمما التمسية
نداء إلى السادة المسؤولين وإلى كل الغيورين على هذا الوطن العزيز
تعيش منطقة سوس الكبرى وضعاً مائياً مقلقاً يهدد مستقبل الفلاحة، هذا القطاع الحيوي الذي يُعد ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني. فقد أصبح الفلاح السوسي يواجه تحدياً كبيراً يتمثل في ندرة الموارد المائية، مما اضطر العديد منهم إلى حفر الآبار على أعماق تتجاوز أحياناً 400 متر إلى 1000 متر في باطن الأرض، بحثاً عن قطرة ماء تروي الأرض والزرع.
وفي ظل هذا الوضع، يطرح التساؤل بإلحاح: لماذا لا يتم التفكير في إحداث سلسلة من السدود التلية على امتداد المجال الممتد من تارودانت إلى أكادير؟
إن تشييد خمسة سدود تلية استراتيجية في هذه الرقعة الجغرافية من شأنه أن يشكل مشروعاً نموذجياً لتعبئة مياه الأمطار الموسمية وحجزها بدل أن تضيع في مجاري الأودية أو تصب في البحر دون استفادة منها. كما سيساهم في تغذية الفرشات المائية وإنعاش الدورة الفلاحية عبر ضخ المياه من هذه السدود نحو الأراضي السقوية، خصوصاً في المناطق الواسعة التابعة لتارودانت وهوارة، التي تتميز بإمكانات فلاحية كبيرة وتحتاج فقط إلى تدبير مائي رشيد ومستدام.
إنّ الاستثمار في البنية التحتية المائية لم يعد خياراً ثانوياً، بل أصبح ضرورة ملحّة لضمان الأمن الغذائي والحفاظ على استقرار العالم القروي. لذا، فإننا نوجه هذا النداء إلى أصحاب القرار من أجل إعطاء الأولوية لهذا الملف الحيوي، وجعل تنمية سوس الفلاحية نموذجاً في حسن تدبير الموارد الطبيعية والاستثمار في مستقبل الفلاح المغربي.

