مشاهد بريس
لم يكن فوز إدريس لشكر بولاية رابعة على رأس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حدثًا عابرًا في المشهد السياسي المغربي، بل هو محطة تختزل أزمة عميقة يعيشها الحزب منذ سنوات، عنوانها الأبرز الجمود والشيخوخة التنظيمية.
في سنٍّ تجاوز الـ71 عامًا، يعود لشكر لقيادة الحزب من جديد، في وقتٍ كانت فيه قواعد الاتحاد تنتظر نفسًا جديدًا يعيد للحزب بريقه التاريخي ودوره الريادي في الساحة السياسية. لكن ما حدث يُظهر أن الرحم التنظيمي للاتحاد أصبح عاجزًا عن إنجاب قيادات بديلة، وأن الحزب الذي قاد في الماضي نضالات كبرى من أجل الديمقراطية والتغيير، بات اليوم أسيرًا لحسابات الزعامة والاستمرارية في الكراسي.
يرى مراقبون أن الولاية الرابعة ليست سوى تأكيد على اختناق الديمقراطية الداخلية داخل الحزب، وتراجع ثقافة التداول التي طالما تباهى بها الاتحاد في عقوده السابقة. كما أن تمسك لشكر بالقيادة يعكس حالة من الخوف من المجهول داخل التنظيم، وعدم الثقة في الكفاءات الشابة التي ظلت على الهامش.
إن تجديد الوجوه ليس ترفًا سياسياً، بل ضرورة لضمان بقاء الحزب في المشهد، خصوصًا في زمنٍ أصبحت فيه السياسة رهينة لتجديد النخب والانفتاح على الأجيال الصاعدة. أما الاستمرار في تدوير نفس الوجوه، فلن يؤدي إلا إلى مزيد من العزوف وفقدان الثقة في الأحزاب التقليدية.
ختامًا، يبدو أن الاتحاد الاشتراكي، وهو يحتفل بتجديد ولاية زعيمه للمرة الرابعة، يودّع فعليًا مرحلة النضال الديمقراطي التي أسسته، ليدخل مرحلة الجمود والشيخوخة السياسية، في انتظار صحوة قد لا تأتي قريبًا.