صرخة الوفاء من “حي الشهداء”: متى يعود الاعتبار لمن ضحوا بالغالي؟

2025-12-01T15:50:38+00:00
2025-12-01T15:56:07+00:00
مجتمع
Bouasriya Abdallahمنذ 6 دقائقwait... مشاهدةآخر تحديث : منذ 6 دقائق
صرخة الوفاء من “حي الشهداء”: متى يعود الاعتبار لمن ضحوا بالغالي؟

بدرالدين بوتميت

نحن اليوم أمام نص لا ينبغي أن يقرأ كشكوى عادية، بل كوثيقة وطنية تسائل الضمير العام والمحلي في آن واحد. فمن عمق حي الشهداء العريق بأيت ملول، يرتفع صوت الأستاذ العيرج إبراهيم، نجل فقيد الأمة وأحد أبناء هذا الحي، ليطلق نداء ليس مجرد طلب تهيئة، بل هو مطالبة صارخة بالوفاء.

ما خطه السيد العيرج يصور مشهدا مؤلما يتناقض مع أسمى معاني التضحية والوطنية. فكيف يعقل أن يضطر سكان حي يضم أيتام وأرامل الشهداء وأسرى ومفقودي حرب الصحراء المغربية، أي الفئة التي قدمت أغلى ما لديها للوطن، للقيام بـ “تبليط واجهات منازلهم وأرصفتهم” وهي أعمال تقع في صميم اختصاص المجلس الجماعي؟
إن حي الشهداء ليس مجرد حي سكني قديم، بل هو معلم رمزي، متحف حي يحكي قصص البطولة والفداء. تركه عرضة للتدهور والإهمال في بنيته التحتية، من شوارع تغرق في الأوحال والحفر، هو في الحقيقة إهمال للرمزية الوطنية التي يمثلها قاطنوه.
السؤال الذي يطرحه النداء بمرارة: كيف تترك كرامة أرملة شهيد أو أسير تحت وطأة هذه الظروف المزرية؟ إن هذا التجاهل يرسل رسالة سلبية نرفضها جميعا: رسالة تشير إلى أن التضحية قد تنسى مع مرور الزمن.

إن نداء السيد العيرج إبراهيم ليس طلبا عاديا، بل هو استحقاق للوفاء. إن مطلب تهيئة ما تبقى من الحي هو مطلب متعدد الأبعاد:

رد الاعتبار للرمزية: يجب أن يتحول حي الشهداء إلى نموذج حضري يحتذى به في جودة البنية التحتية والجمالية، ليكون شاهدا على أن الوطن لا ينسى أبناءه.

التكريم المستحق والعاجل: إن التدخل الفوري من المجلس الجماعي لأيت ملول لإتمام كل أشغال التبليط هو الحد الأدنى من التكريم الواجب لهذه الفئة.

برامج خاصة للصيانة الدائمة: يجب تخصيص برامج مستمرة لضمان صيانة هذا الحي العريق ومواكبة جودة العيش فيه، لأن ساكنته تستحق الأفضل.

إن المرجو من المجلس الجماعي لأيت ملول اليوم ليس مجرد واجب إداري عابر، بل هو واجب وطني وأخلاقي جسيم. إن الالتفاتة العاجلة لساكنة الحي، والتعجيل بإنهاء هذا الإهمال، هو تأكيد لمبدأ أن المغرب لا ينسى أبدا دماء شهدائه وتضحيات أسراه.
فلنجعل من هذا النداء شعلة أمل، وندعو كل غيور إلى دعم هذه المطالب المحقة، حتى يعود حي الشهداء ليكون حقا اسما على مسمى، رمزا للوفاء، ونموذجا للتكريم اللائق بمن ضحوا بأغلى ما يملكون من أجل الوحدة الوطنية.
ختاما، الوفاء بالتنمية هو وفاء بالذاكرة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.