يوسف طرزا
مرة أخرى يكشف الواقع الصحي بآيت ملول عن هشاشته، وهذه المرة من داخل المركز الصحي بالمدينة، حيث تسبب عطل مفاجئ في جهاز قياس خزان السكري في حالة من الهلع والارتباك وسط المرضى، خصوصاً نزلاء دار المسنين الذين يعتمدون بشكل يومي على هذه الخدمة لضبط مستويات السكر في الدم.
الخطير في الأمر أن هذا الجهاز ليس رفاهية، بل أداة أساسية للحفاظ على حياة المرضى ومنع أي مضاعفات قد تكون قاتلة.
ورغم ذلك، لم تكلف الجهات الوصية نفسها عناء توفير بديل سريع أو خطة طارئة، تاركةً المرضى وذويهم يواجهون مصيراً مجهولاً.
هذا العطب يعكس صورة قاتمة عن واقع قطاع الصحة بالمنطقة: بنية تحتية مهترئة، أجهزة معطلة، وغياب متابعة دورية.
والأدهى أن هذه الكوارث تقع في مؤسسات يُفترض أنها وُجدت لتقديم الرعاية الصحية لا لتعريض المواطنين للخطر.
اليوم، السؤال الذي يفرض نفسه: من يتحمل مسؤولية ترك مرضى السكري في مواجهة الموت البطيء بسبب جهاز معطّل؟ وهل ستظل إدارة الصحة بآيت ملول تتعامل مع حياة الناس بهذا القدر من اللامبالاة؟
الساكنة ومعها المجتمع المدني يطالبون بتدخل عاجل، ليس فقط لإصلاح جهاز، بل لإصلاح منظومة بكاملها أرهقتها الأعطاب والإهمال.
