شعيب خميس/ مشاهد بريس
في صباح اليوم الثلاثاء، اهتزت قرية أولاد عبو التابعة لإقليم برشيد (جهة الدار البيضاء-سطات) بحادث سير مأساوي خلّف 3 قتلى و7 مصابين بينهم حالات حرجة. وقع الحادث على طريق إقليمية تعاني من إهمال واضح، إثر اصطدام عنيف بين سيارتين خفيفتين، مما أسفر عن تشوه المركبتين وتناثر الحطام وسط برك من الدماء، وفق شهود عيان .
جهود إنقاذ متسارعة
1 استنفار طبي غير مسبوق:
توافدت سيارات الإسعاف فورًا إلى موقع الكارثة، حيث نُقل الجرحى إلى مستشفى الحسن الثاني الإقليمي في سطات. هناك، جند الطاقم الطبي بكامل طاقاته لإنقاذ المصابين، خاصة مع وجود إصابات خطيرة تتطلب جراحات عاجلة. تجدر الإشارة إلى أن هذا المستشفى يعد من أهم المراكز الصحية في المنطقة، لكن معداته الطبية غير مشغلة
2 تحقيقات أمنية فورية:
باشرت فرق الدرك الملكي التابعة لمركز جمعة أولاد عبو تحقيقات موسعة لتحديد أسباب الحادث، بدءًا من معاينة الجثث ونقلها لمشرحة المستشفى، وانتهاءً بجمع أدلة من موقع الحادث .
صدمة مجتمعية وأسئلة ملحة
حزن وغضب: عمّت حالة صدمة أهالي المنطقة، الذين يعيشون على وقع فاجعة ثانية بعد أيام قليلة من جريمة قتل راح ضحيتها شاب ثلاثيني في نفس القرية .
اتهامات للبنية التحتية: يُعيد الحادث الجدل حول رداءة الطرق الإقليمية في المغرب، لا سيما طريق برشيد-الجدية (الجهوية رقم 318) الذي شهد حادثًا مماثلًا عام 2019 أسفر عن مقتل شاب .
غياب التشوير والمراقبة: تشير التحليلات الأولية إلى أن الحادث نتج عن سرعة زائدة أو خلل فني، لكن الأهالي يوجهون أصابع الاتهام نحو:
- ضعف صيانة الطرق.
- غياب رادارات المراقبة.
- عدم كفاية إشارات التنبيه على المسالك الخطرة .
خلفية مظلمة: طرق الموت
تُظهر بيانات منطقة أولاد عبو (التي يبلغ سكانها 11,299 نسمة) أن طرقها تشكل “مقابر مفتوحة”، حيث تكررت حوادث مماثلة:
- 2019: انقلاب “بيكوب” يُودي بحياة شاب في دوار أولاد الزاير .
- 2025: جريمة طعن خلال شجار على طريق إقليمي .
إهمال تراكمي:
تعاني هذه القرى من تجاهل صارخ لنداءات تحسين البنية التحتية، رغم أنها شريان حياة للسكان والفلاحين .
صرخة أخيرة: كفى من المقابر المفتوحة!
اليوم، بينما تنعي عائلات أولاد عبو ضحاياها، تبرز أسئلة لا تحتمل التأجيل:
“إلى متى ستظل الطرق الإقليمية مهزلة موت؟ وأين دور السلطات في فرض رقابة صارمة على السرعة وتوفير تشوير واضح؟”