يوسف طرزا
تحولت منطقة الحي الصناعي بآيت ملول إلى بؤرة تلوث خانقة، حيث تتكدس الأزبال على طول الشوارع والمساحات الفارغة في مشهد لا يليق بمدينة تُقدم نفسها كقطب اقتصادي وتجاري.
الأخطر من ذلك أن بعض الجهات ــ في غياب تام لأي مراقبة أو تدخل ــ تلجأ إلى إشعال النار في هذه الأزبال، ما يتسبب في تصاعد سحب كثيفة من الأدخنة المحملة بالمواد السامة والروائح الكريهة، لتغطي سماء المنطقة وتزكم أنوف الساكنة والعمال على حد سواء.

هذه الكارثة البيئية ليست مجرد حادث عرضي، بل نتيجة مباشرة لسياسات التدبير الفاشلة وغياب استراتيجية واضحة لإدارة النفايات داخل الحي الصناعي.
فالمجلس الجماعي في سبات عميق، والسلطات المحلية تكتفي بدور المتفرج، بينما تتحول صحة المواطنين والبيئة إلى ثمن يُدفع مقابل هذا الإهمال.

إن استمرار هذا الوضع لا يسيء فقط لصورة المدينة، بل يُهدد سلامة الساكنة والعاملين بالمصانع، ويقوّض أي حديث عن التنمية المستدامة أو الاستثمار في المنطقة.
فكيف يمكن لمدينة تختنق بدخان الأزبال أن تستقطب مستثمرين أو تحافظ على جاذبيتها الاقتصادية؟

المطلوب اليوم ليس مجرد حملات ترقيعية لالتقاط الصور، بل تحمّل المسؤولية الكاملة في فرض نظام صارم لتدبير النفايات، ومحاسبة كل من ترك هذه الكارثة تتفاقم أمام أعين الجميع.
آيت ملول لا تستحق أن تتحول إلى مكب نفايات مفتوح، ولا أن تُترك رهينة لتسيب بيئي يفضح عجز المسؤولين ويكشف هشاشة خطابهم التنموي.