رشيد بنكرارة/مشاهد بريس
في وقت كثر فيه الحديث عن تحديث الإدارة، وتحسين الخدمات المقدمة للمرتفقين بالإدارات العمومية، وسن تشريعات و قوانين لتبسيط المساطر الإدارية لتعزيز ثقة المواطن في المرفق الإداري، و في وقت أتجهت فيه العديد من دول العالم نحو الرقمنة ومقاربات القرب، ما زال سكان دائرة البروج بإقليم سطات والدواوير التابعة لها خارج التغطية ويواجهون واقعًا إداريًا متخلفًا، عنوانه التهميش المعاملة الفظة و الحاطــــة من الكرامــة، حتى في أبسط الخدمات، كالحصول على البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية التي مازالت تدار بمنطق الحملات الموسمية مع قرب كل استحقاق انتخابي أو مواسم ظرفية .
مناسبة هذا الحديث ما عرفته مدينــــة البــروج صباح يوم الأربعاء 11 يونيو 2025 التي حلت بها فـــرقة متنقلة لعناصر الأمن الوطنــي من سطات من أجل إيـــداع و تجديد البطاقة الوطنية للتعريف للمواطنين الذي يقطعون مسافة تفوق 75 كلم ذهابا و مثيلتها إيابا لهذا الغرض .
هذه الحملة عرفت ســـوء تنظيـــم وتكدس عدد من المواطنيــن من فئات عمرية مختلفة بشكل مهين، و تعرض البعض لمظاهــر من الاحتقار والتعالي، حسب شهادات عدد من المواطنين المتضررين و رفض العديد من الملفات بحجة تجاوز العدد المحــدد أو أنهم ليسوا من الدواوير المدرجة، دون مراعاة لظـــروفهم الاجتماعية و الصحية .
حملة اليوم التي تمت دون تخطيط مسبق أو احترام للعدد الهائل من المرتفقين أبانت عن هشاشة الشعارات المرفوعة وعن ضعف البنية التحتية الإدارية في غياب مقرات مجهـــزة بموارد بشرية و لوجستيكية كافية لاستيعاب المرتفقين ، تحفظ كرامة المواطن، خصوصًا الفئات الهشة وذوي الاحتياجات الخاصة.
فمتـــى ستظل احتياجات إدارية بسيطة لمناطق بكاملها رهينة مبادرات متنقلة، تُنظم من حين إلى آخر، وبشكل عشوائي و بتعالي إداري لا يراعي المقاربة الحقوقية ؟
