مشاهد بريس
احتفاءً، بالذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، شهدت مدينة الحسيمة مساء يوم الإثنين 19 ماي 2025 افتتاح المعرض الإقليمي للمنتوجات المحلية والصناعة التقليدية، تحت إشراف عامل إقليم الحسيمة السيد عبد اللطيف النحلي، وبحضور عدد من المسؤولين والفاعلين المحليين، وذلك بساحة المسيرة الخضراء التي تحولت إلى منصة مفتوحة تحتفي بالإبداع المحلي وتكرّس جهود التنمية المجالية.

ويستمر المعرض إلى غاية 30 ماي، حيث يشكل مناسبة هامة للتعريف بالتجارب الناجحة للتعاونيات والمقاولات الصغرى المدعّمة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خاصة في مجالات التمكين الاقتصادي للنساء والشباب. وقد تنوعت أروقة المعرض بين منتوجات فلاحية طبيعية، وصناعات تقليدية أصيلة، ومستحضرات تجميل محلية، وأطباق ومأكولات تعكس غنى التراث الحسيمي.

تميز حفل الافتتاح، الذي حضره عدد من الفعاليات الجمعوية والاقتصادية والإعلامية، بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني، تلته مشاهدة شريط وثائقي يستعرض نماذج لمشاريع رائدة دعمتها المبادرة، إلى جانب شهادات حيّة لأصحاب مشاريع نجحوا في تحويل أفكار بسيطة إلى تجارب ملهمة بفضل المواكبة والدعم المالي والتقني. كما تخللت الحفل فقرات فنية وأخرى ثقافية من بينها عرض للأزياء التقليدية المحلية.

وقد اعتبر العديد من المشاركين أن هذا المعرض يشكّل منصة استراتيجية للترويج للمنتوج المحلي، ويتيح فرصًا حقيقية لعقد شراكات جديدة بين التعاونيات والفاعلين الاقتصاديين، فضلاً عن إبراز التحول الملموس الذي تعرفه المنطقة في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

ويأتي هذا النشاط ضمن دينامية المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تركّز على دعم الرأسمال البشري وتعزيز الإدماج الاقتصادي، من خلال مواكبة حاملي المشاريع وتمكينهم من آليات النجاح والاستدامة.

في ختام الحفل، رفعت أكف الدعاء لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بأن يحفظه ويبارك في عمره، ويقر عينه بولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد عضده بشقيقه الأمير مولاي رشيد، إنه سميع مجيب.
معرض الخميسات ، إذن، ليس مجرد تظاهرة اقتصادية، بل هو فضاء تنموي يعكس 20 سنة من الالتزام بروح المبادرة ويُجسد إرادة جماعية لصناعة التغيير وتحقيق الكرامة الاقتصادية والاجتماعية للفئات المستهدفة.