من بوجدور إلى العيون… حين تلتقي المعرفة بالمسؤولية في حضرة البحر

2025-07-08T16:51:12+00:00
2025-07-08T16:51:14+00:00
جهويات
Bouasriya Abdallahمنذ 15 ثانيةwait... مشاهدةآخر تحديث : منذ 15 ثانية
من بوجدور إلى العيون… حين تلتقي المعرفة بالمسؤولية في حضرة البحر

مشاهد بريس /هيئة التحرير

في زمن تتكاثر فيه العواصف، وتصبح فيه الأسئلة أكثر من الإجابات، اختارت جمعية ربابنة الصحراء لخريجي معهد التأهيل المهني البحري ببوجدور أن تبحر عكس التيار، لا لمجرد اللقاء، بل من أجل إعادة فتح نوافذ الفهم بين الممارسة والعلم.

يوم 8 يوليوز 2025، كانت الرحلة إلى المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بمدينة المرسى – العيون، أكثر من مجرد تنقّل بين نقطتين جغرافيتين.
كانت سفراً نحو استعادة الثقة بين التجربة الميدانية والكفاءة العلمية.

IMG 20250708 174134 - مشاهد بريس

ضم الوفد كلاً من الرئيس الحاج لقشة والعضو المركزي والصحفي المحجوب زضيضات، اللذين لم يحملا معهما أوراقاً رسمية ولا ملفات مطالب، بل أسئلة مُلحة، ووعياً صادقاً، وإيماناً بأن الوقت لم يعد يحتمل التأجيل.

في استقبال الوفد، كان السيد محمد بيبات، مدير المعهد، رفقة الإطارَين السيدة نعيمة والسيدة نبيلة من المعهد الوطني بالدار البيضاء، حيث جرى اللقاء بروح مسؤولة، بعيدة عن المجاملة، وقريبة من جوهر الأزمة.

أزمة الصيد البحري اليوم، ليست مجرد تقلب موسمي، بل هي نتيجة سلوك بشري فقد بوصلته، وبدأ في استنزاف ما لا يُعوّض.
بين الأسئلة والإجابات، طُرحت قضايا تتجاوز التخمين إلى جوهر القرار:

من يملك حق اتخاذ القرار؟ وأين موقع الفاعل الميداني؟ ولماذا يغيب الربان حين يُرسم مصير البحر؟

في تلك الجلسة المستديرة، ظهر جلياً أن العلم ليس ترفاً ولا رفاهية. إنه المستشار الحقيقي لكل من يريد قراراً عادلاً وعميقا. ومن هنا، كان التأكيد على ضرورة توسيع قاعدة القرار لتضمّ الكفاءات المهنية، والهيئات الجمعوية الجادة، وأصحاب الضمير الحي داخل الميدان.

في هذا المناخ من التفاهم، عبّر مسؤولو المعهد عن استعداد حقيقي للتعاون مع الجمعية، إدراكاً منهم أن تكامل الجهود هو الطريق الوحيد لإنقاذ التوازن البحري الذي يُهدده الانهيار.

بعد النقاش، رافقت الأطر العلمية الوفد في جولة داخل مرافق المعهد، واختتمت الزيارة بمحطة أخذ العينات البيولوجية بميناء العيون، حيث يتحوّل البحث العلمي إلى جسد حي يلامس نبض البحر.

وهناك، على رصيف الميناء، لم يكن البحر صامتاً. كان حاضراً في كل التفاصيل، كأنه يقول: أنصتوا لي، قبل أن أغرقكم في صمتي.

في ختام الزيارة، كان يكفي أن تُزرع بذرة صادقة لتعاون قادم، قاعدته الفهم، وسقفه العمل، وأفقه أن يكون البحر للجميع، وللأجيال التي لم تولد بعد.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.