مواجهات عنيفة بين الساكنة و الرحل تعود إلى الواجهة في المزامزة الجنوبية وتسجل6 جرحى وصراع تاريخي يعود للسطح

2025-06-10T17:50:39+00:00
2025-06-10T17:52:58+00:00
حوادث
Bouasriya Abdallahمنذ 6 دقائقwait... مشاهدةآخر تحديث : منذ 6 دقائق

شعيب خميس/ مشاهد بريس

شهد دوار العلوة، التابع لجماعة المناصره إقليم سطات، صباح الثلاثاء 10 يونيو 2025، مواجهات عنيفة بين رعاة وسكان محليين، أسفرت عن إصابة ستة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة.

IMG 20250610 WA0200 - مشاهد بريس

وفق مصادر محلية، اندلعت الاشتباكات بعد اعتراض سكان الدوار على رعاية ماشية في أراضٍ يعتبرونها ملكية خاصة، ما أدى إلى تصعيد سريع انتهى بتبادل الضرب وتكسير زجاج سيارات. نقل الجرحى فوراً إلى مستشفى سطات الإقليمي لتلقي العلاج العاجل .

IMG 20250610 WA0197 - مشاهد بريس

الخلفية التاريخية: صراع متجذر في هوية الشاوية
تكشف وثائق تاريخية أن منطقة سطات تقع ضمن نطاق “بلاد الشاوية”، التي اشتق اسمها من مصطلح “أصحاب قطعان الأغنام” (جمع “شاوي”). يعود تاريخ هذه التسمية إلى القرن الخامس عشر، حيث كان سكان المنطقة يُعرفون كرعاة تقليديين، وفقاً لرحالة مثل الحسن الوزان وابن خلدون .

IMG 20250610 WA0193 - مشاهد بريس

الجذور العرقية: خليط من قبائل زناتة وهوارة الأمازيغية، التي اندمجت مع القبائل العربية الوافدة خلال العصر المريني، مشكّلة نسيجاً اجتماعياً يعتمد على الرعي.
صراع الملكية: منطقة “تامسنا” (الاسم القديم للشاوية) شهدت نزاعات مماثلة منذ العصر الموحدي، عندما أدخل السلطان المنصور قبائل “جشم” البدوية، مما أشعل تنافساً على الأراضي مع السكان المستقرين .

تدخل السلطات والإجراءات القانونية
تحركت فوراً عناصر من:
1 الدرك الملكي بسطات.
2 القوات المساعدة.
3 السلطات المحلية تحت إشراف النيابة العامة.
أُطلق تحقيق قضائي لمعرفة ملابسات الواقعة، مع الاستماع لأقوال الشهود والمشتبه بهم .

تحليل الصراع: العوامل الاقتصادية والاجتماعية
الثغرة القانونية: غياب ترسيم واضح لحدود أراضي الرعي مقابل الملكيات الخاصة في القوانين المحلية.
الضغط الاقتصادي: تدهور المراعي بسبب الجفاف يدفع الرعاة إلى التعدي على الأراضي الزراعية.
البعد الثقافي: صراع بين نمطين معيشيين: حياة الاستقرار الزراعي مقابل تراث الرعي المتنقل، كما يصفه الباحث إدمون دوتي في كتابه “مشاهدات في الشاوية” .
ردود الفعل المحلية والتوقعات المستقبلية
السكان: يطالبون بتدخل عاجل لترسيم حقوق الرعي ومنع تكرار الحوادث.
الخبراء: يحذرون من تفاقم النزاع في ظل تغير المناخ وندرة الموارد، مقترحين حلولاً مثل:
إنشاء “مناطق رعي مشتركة” مُسيَّجة.
تفعيل “مجالس الوساطة القبلية” التقليدية.
جدول تلخيصي لأطراف الصراع
| الجانب | الموقف | المطالب
| السكان | دفاع عن الملكية الخاصة | ترسيم حدود الأراضي |
| الرعاة | ممارسة الحق التاريخي | توفير مساحات رعي قانونية |
| السلطات| التحقيق القانوني | تطوير تشريعات محلية |

الحادث ليس مجرد شجار عابر، بل حلقة من سلسلة صراعات تعكس أزمة الهوية الحديثة للشاوية: منطقة تتأرجح بين تراثها الرعوي ومتطلبات الاستقرار الزراعي المعاصر. تكمن الحلول في المزج بين الحكمة التقليدية – كتلك التي وثّقها ابن خلدون في إدارة موارد القبائل – وآليات العصر القانونية . بدون ذلك، قد تتحول “أرض الرعاة” إلى ساحة نزاع دائم.

“الشاوية ليست أرضاً فقط، بل هي ناس تحملوا اسم الرعي تاريخياً.. وصدام اليوم هو تحدٍّ لاستمرار هذه الهوية” – خلاصة من كتاب “مشاهدات في الشاوية ودكالة” .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.