مشاهد بريس
تعيش ساكنة مدينة الحسيمة، ومعها سكان القرى والمداشر المحيطة، أوضاعا صحية صعبة بسبب تعقيد مسار الوصول إلى العلاج، في ظل غياب واضح لتخصصات طبية أساسية، وغياب حلول ناجعة لتسهيل نقل المرضى خاصة في الحالات الاستعجالية.
ففي الوقت الذي كانت فيه شكاوى المواطنين سابقا تقتصر على نقص الأطر الطبية، باتت اليوم المعاناة تبدأ حتى قبل الوصول إلى الطبيب. فالمستعجلات، وفق عدد من الشهادات المحلية، لا توفر الاستقبال اللائق، حيث غالبا ما يجد المواطن نفسه وجها لوجه مع حارس أمن خاص بدل طبيب أو ممرض، في مشهد لا يليق بمؤسسة صحية.
ويزداد الوضع تأزما بالنسبة للمرضى القادمين من مناطق نائية، إذ يحتاجون إلى تنقل متعدد المراحل للوصول إلى المركز الاستشفائي من سيارة أجرة من الصنف الثاني إلى محطة المدينة، ثم سيارة أجرة أخرى من الصنف الأول باتجاه أجدير، حيث توجد بعض المصحات أو المراكز الطبية المحدودة. وكل هذا في وقت يتسابق فيه الزمن مع صحة المواطن.
الساكنة تطالب بإصلاح حقيقي للمنظومة الصحية بالإقليم، وتعزيز المراكز بالأطر والتخصصات المطلوبة، بالإضافة إلى توفير وسائل نقل استعجالية خاصة بالعالم القروي. فالوضع، بحسب تعبير الكثيرين، “لم يعد يحتمل”.
