شعيب خميس/مشاهد بريس
في مغرب يتغير بإرادة ملكية سامية، ويواجه تحديات أمنية واجتماعية متنامية، تبرز أسماء رجال سلطة اختاروا أن لا يكونوا مجرد إداريين خلف المكاتب، بل فاعلين حقيقيين في قلب الأحداث. من بين هؤلاء، يسطع نجم هشام، باشا مدينة سطات، الذي بصم على مسار استثنائي، عنوانه القرب، والحزم، وخدمة الوطن والمواطن.

قبل أن يحل بمدينة سطات، كان هشام أحد الأطر الإدارية البارزة بالصحراء المغربية، حيث اشتغل بمدينة العيون ونواحيها، وخلّف هناك بصمات قوية جعلت المجتمع المدني يعتبره نموذجًا يُحتذى به. لم يكن رجل سلطة تقليديًا، بل كان ميدانيًا بامتياز، يحرص على الإنصات والتدخل السريع، مؤمنًا بأن السلطة مسؤولية قبل أن تكون امتيازًا.

عندما انتقل هشام إلى باشوية سطات، لم تتغير فلسفته في العمل، بل زادت حدة التزامه ومسؤوليته. في مدينة عُرفت بديناميتها وتحدياتها، كان حضوره لافتًا منذ اليوم الأول. تابع عن كثب الانفلاتات المرتبطة بـعاشوراء، وتعامل معها بحزم واحترافية، دون أن يغفل أهمية الحوار والتنسيق مع مختلف المتدخلين. كما برز في عدة محطات حساسة أخرى، منها تدبير الطوارئ ومواجهة التحديات الأمنية والاجتماعية اليومية.

إن ما يميّز هشام باشا سطات هو قدرته على ترجمة المفهوم الجديد للسلطة، الذي نادى به جلالة الملك محمد السادس نصره الله، إلى سلوك يومي وممارسة عملية. فالرجل لا يؤمن بالشعارات، بل بالأفعال. يشتغل في صمت، لكنه حاضر في كل لحظة تحتاجه فيها المدينة، سواء تعلق الأمر بالتدخل الميداني أو بالتنسيق المؤسساتي.
ورغم محدودية الإمكانيات وضغط الملفات، لم يتراجع الرجل خطوة إلى الوراء، بل ظل محافظًا على نفس الإيقاع والجدية، مؤمنًا بأن الثقة تُبنى بالفعل وليس بالخطاب.
إن هشام باشا سطات لا يُمثل فقط مسؤولًا إداريًا؛ بل هو عنوان لمرحلة جديدة من تدبير الشأن المحلي، حيث تغيب البيروقراطية، وتحضر المسؤولية، ويعلو صوت المواطن في قلب القرار الإداري.
في زمن تزداد فيه هوة الثقة بين المواطن والإدارة، يؤكد باشا سطات أن رجل السلطة يمكن أن يكون عنصر طمأنينة، إذا اختار أن يكون حاضرًا، صادقًا، وحازمًا في آنٍ واحد.