شعيب خميس/ مشاهد بريس
في يوم الأحد الموافق 11 مايو 2025، رحلت الفنانة السورية فاطمة سعد، إحدى أبرز الأصوات التي شكلت وجدان أجيال عربية من خلال أدائها المميز في دبلجة الشخصيات الكرتونية، عن عمر ناهز 59 عاماً بعد مسيرة فنية امتدت لنحو 38 عاماً. نعتها نقابة الفنانين السوريين – فرع دمشق عبر بيان رسمي على “فيسبوك”، وأعلنت أن مراسم الدفن جرت صباح الاثنين 12 مايو في بلدة معضمية القلمون بريف دمشق.
بدأت فاطمة سعد مشوارها الفني في نهاية الثمانينيات، وتميزت في مجال الدوبلاج والأداء الصوتي، حيث شاركت في نحو 100 عمل كرتوني موجه للأطفال، منها:
- “الكابتن ماجد”: أدت صوت شخصية مازن، التي ارتبطت بذاكرة الملايين.
- “ماوكلي”: جسدت شخصية ميشو بصوتها العذب.
- “هزيم الرعد”: قدمت شخصية موسامي، و”ناروتو” بشخصية هاكو، و”إيكوسان” كـياوي.
- “أبطال الديجيتال”: شاركت بعدة شخصيات مثل زين وهادر.
إلى جانب الرسوم المتحركة، ساهمت في دبلجة الأفلام السينمائية، وبرزت في الأعمال الإذاعية مثل برنامجي “حكم العدالة” و”ظواهر مدهشة”. كما شاركت في أعمال درامية تلفزيونية، أبرزها دور “سمية بنت الخياط” في المسلسل التاريخي “عمر”.
ردود الفعل: فنانون وجمهور في حالة حداد
أثار رحيلها موجة حزن في الوسط الفني، حيث نعاها زملاؤها بكلمات مؤثرة:
- مروان فرحات: وصفها بـ”رفيقة الدرب الغالية”، مشيراً إلى الفراغ الذي ستتركه.
- آمال سعد الدين: نشرت على “إنستغرام”: “العزيزة الراقية الحنونة.. الله يرحمك يا حبيبتي”.
- رامي كوسا (سيناريست): كتب: “موجع فقدك.. شكراً لأنك كنتِ شريكة في بدايات حلوة”.
- قاسم ملحو: أكد أن صوتها رافق أجيالاً عربية، ووصف رحيلها بـ”خسارة للفن السوري”.
أما الجمهور، فقد تفاعل عبر وسائل التواصل بمشاركات تضمنت مقاطع من أعمالها، معبرين عن أن صوتها كان جزءاً من ذكريات طفولتهم.
لم تُفصح المصادر عن السبب المباشر لوفاتها، لكن النقابة أشارت إلى أنها توفيت “بهدوء” ليل الأحد. ترك رحيلها فراغاً في عالم الدوبلاج، خاصةً أنها كانت من الرواد الأوائل في هذا المجال في سوريا، وساهمت في تأسيس تقليد فني أصبح جزءاً من الهوية الثقافية العربية.
فاطمة سعد لم تكن مجرد مدبلجة، بل كانت صانعة ذكريات للأطفال والكبار على حد سواء. رغم رحيلها، سيظل صوتها حياً في الأعمال التي قدمتها، شاهدةً على إبداعٍ حوّل الكرتون إلى حكايات إنسانية خالدة. كما قال أحد معجبيها: “صوتها كان ورقة من شجرة ذكرياتنا… سقطت، لكن جذورها باقية”