شعيب خميس/ مشاهد بريس
يُعد مشروع خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا (Nigeria-Morocco Gas Pipeline – NMGP) أحد أضخم المشاريع الطاقية في القارة الإفريقية، حيث يمتد لأكثر من 5,660 كيلومتر، ليصبح أطول خط أنابيب غاز بحري في العالم عند اكتماله. يهدف المشروع إلى ربط حقول الغاز النيجيرية الواسعة بشبكة التوزيع المغربية، مروراً بـ 13 دولة إفريقية، بما في ذلك بنين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو والغابون وموريتانيا، مع إمكانية التوصيل إلى السوق الأوروبية عبر المغرب. يُتوقع أن تصل طاقته الإنتاجية إلى 30 مليار متر مكعب سنوياً، بتكلفة استثمارية تُقدر بنحو 25 مليار دولار.
الأهمية الاستراتيجية للمشروع
1 يُعتبر المشروع حجر زاوية في تعزيز التعاون بين دول غرب ووسط وشمال إفريقيا، حيث سيسهم في خلق شبكة طاقية موحدة، تدعم رؤية الاتحاد الإفريقي لإنشاء سوق قارية للطاقة بحلول 2040.
2 بالنسبة لنيجيريا (أكبر مصدر للغاز في إفريقيا)، سيوفر المشروع منفذاً جديداً للتصدير بعيداً عن الاعتماد التقليدي على النفط، بينما سيمكن المغرب من تعزيز مكانته كمركز إقليمي لتصدير الطاقة إلى أوروبا.
3 يأتي المشروع في ظل تنافس دولي على موارد إفريقيا، خاصة مع توجه الاتحاد الأوروبي لتقليل اعتماده على الغاز الروسي بعد أزمة أوكرانيا، مما يمنح الدول الإفريقية قوة تفاوضية أكبر.
- يُتوقع أن يوفر المشروع آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة خلال مراحل البناء والتشغيل.
- تحسين الوصول إلى الطاقة سيسهم في توفير الغاز لمحطات توليد الكهرباء، مما يعزز إمكانية كهربة المناطق النائية ويخفض تكاليف الطاقة.
- سيفتح كذلك المجال لاستثمارات في البنى التحتية المرتبطة، مثل محطات التسييل ومشاريع الصناعات البتروكيماوية.
التحديات والعقبات
- التكلفة المالية الضخمة:
يحتاج المشروع إلى تمويل دولي، حيث تعهدت المؤسسات المالية مثل البنك الإفريقي للتنمية بدعمه، لكن التزامات الدول المشاركة تبقى عاملاً حاسماً. - تعقيدات أمنية:
تمر مسارات الأنابيب عبر مناطق مضطربة مثل منطقة الساحل، مما يتطلب تعاوناً أمنياً بين الدول لضمان الحماية من الهجمات الإرهابية. - الاستقرار السياسي:
تحتاج الدول العابرة إلى استقرار مؤسساتي لضمان تنفيذ الاتفاقيات، خاصة مع التغيرات المحتملة في الحكومات. - الانتقادات البيئية
رغم أن الغاز طاقة أنظف من الفحم، إلا أن نشطاء البيئة يشككون في استثمار مليارات الدولارات في بنية وقود أحفوري قد تعيق التحول نحو الطاقة المتجددة.
- حيث وقعت نيجيريا والمغرب مذكرات تفاهم مع معظم الدول العابرة منذ 2017، لكن بعضها لا يزال بحاجة إلى إقرار نهائي.
-كما من المخطط أن يبدأ المشروع بتوصيل الغاز إلى موريتانيا بحلول 2025، ثم التوسع شمالاً نحو المغرب وأوروبا. - وقد يتم ربط المشروع بخط أنابيب ميدغاز المغربي-الإسباني، مما يعزز التصدير إلى أوروبا.
يمثل مشروع خط أنابيب الغاز المغربي-النيجيري فرصة تاريخية لتحويل إفريقيا من قارة مستهلكة للطاقة إلى مُصدرة لها، مع تعزيز التنمية المستدامة. نجاحه يتطلب إرادة سياسية قوية، وتعاوناً إقليمياً، ودعماً من الشركاء الدوليين، لتحقيق حلم إفريقي موحد في مجال الطاقة.