شعيب خميس/ مشاهد بريس
في أجواء مفعمة بالفخر والإنجاز، احتفت عمالة إقليم سطات يوم 20 ماي 2025 بالذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بحفل مهيب ترأسه السيد محمد لمويسي، الكاتب العام لعمالة سطات، بحضور نخبة من الشخصيات البارزة، من بينهم رئيس المجلس الإقليمي، ورئيسة جماعة سطات، ورؤساء المصالح الخارجية والداخلية، وممثلي وسائل الإعلام، بالإضافة إلى فعاليات من المجتمع المدني والمستفيدين من مشاريع المبادرة.
محطات بارزة في الحفل
تم عرض فيلم وثائقي يُلخص حصيلة 20 عامًا من العمل المكثف، حيث أُنجزت بالمبادرة أكثر من 20 ألف مشروع تنموي بجهة الدار البيضاء-سطات وحدها، بتكلفة تجاوزت 14 مليار درهم، شملت مجالات الصحة والتعليم والبنيات التحتية والإدماج الاقتصادي للشباب. ومن أبرز المشاريع:
- بناء وتأهيل مراكز صحية وتعليمية.
- دعم مشاريع ريادة الأعمال عبر حاضنات وتكوين مهني.
- تعزيز النقل المدرسي وتوفير مراكز لذوي الاحتياجات الخاصة. كما أكد السيد بن سعيد على أن المبادرة جسدت الرؤية الملكية التي تضع الإنسان في صلب التنمية، مشيرًا إلى نجاحها في تحسين ظروف حياة آلاف الأسر عبر برامج مثل “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”. كما دعا إلى مواصلة الجهود لسد الفجوات وتعزيز الحكامة المحلية. قدم مستفيدون من المشاريع شهادات مؤثرة عن تحسن أوضاعهم المعيشية، مثل امرأة انضمت إلى تعاونية إنتاجية. كما كُرمت جمعيات ومنظمات ساهمت في تنفيذ مبادرات تنموية، مثل جمعيات دعم التعليم والصحة.
أطلقت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عام 2005 بمبادرة من الملك محمد السادس، بهدف محاربة الفقر والهشاشة عبر برامج تركز على تمكين الفئات المهمشة. ومرت بثلاث مراحل:
- المرحلة الثالثة (2019–2023): ركزت على دعم الشباب وتحسين البنى التحتية، حيث استفاد إقليم سطات من مشاريع مثل تأهيل المدارس ومراكز التكوين المهني.
حظي الحفل بتغطية مكثفة من وسائل الإعلام المحلية والوطنية، سلطت الضوء على دور المبادرة في تحقيق العدالة المجالية، خاصة في المناطق النائية.
مسار مستمر نحو التنمية
بعد 20 عامًا، تظل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رمزًا للالتزام الملكي ببناء مغرب متضامن. احتفال سطات لم يكن مجرد تذكير بالإنجازات، بل إعلانٌ عن انطلاق مرحلة جديدة لتعميق تأثير المشاريع التنموية، مع التركيز على تمكين الشباب والمرأة، وتحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية.
“عشرون عامًا من العطاء، وعشرون عامًا من البناء.. والمسار مستمر”— هكذا لخص الحضور روح الاحتفال، مؤكدين أن المبادرة ستظل ركيزةً أساسيةً لتحقيق تطلعات المغرب التنموية.