شعيب خميس/مشاهد بريس
افتتاحية الحدث: لقاء يجمع الرؤى ويصنع التغيير
تحت شعار “من أجل سلوك رياضي في ملاعبنا وواقع وآفاق لعبة كرة القدم بمدينة وإقليم سطات”، شهدت الخزانة البلدية بمدينة سطات يوم السبت 17 مايو 2025 ملتقىً تواصلياً موسعاً، نظمته جمعية أجيال الشاوية بتنسيق مع جمعية مساندي النهضة الرياضية السطاتية. جاء هذا الحدث تتويجاً لجهود مجتمعية تهدف إلى إرساء ثقافة رياضية مستدامة، وخلق جيلٍ رياضي واعٍ قادر على تمثيل المغرب في المحافل الدولية.
حضر الملتقى نخبة من الأسماء اللامعة في المشهد الرياضي والثقافي، منهم:
- خالد رغيب، اللاعب الدولي السابق والإطار الوطني، الذي أكد على أهمية “تعزيز القيم الرياضية لدى الناشئة”.
- شخصيات سياسية، إعلاميين، أكاديميين، وفعاليات مدنية، مما يعكس التكامل بين مختلف مكونات المجتمع لتحقيق الرؤية الملكية في الارتقاء بالرياضة، كما أرادها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
- ممثلون عن الفئات الصغرى من الممارسين، الذين عبروا عن تطلعاتهم لمستقبل أكثر إشراقاً لكرة القدم المحلية.
تندرج هذه المبادرة ضمن رؤية شاملة تهدف إلى:
- تغيير السلوكيات: من خلال ترسيخ القيم النبيلة كالروح الرياضية، والنزاهة، والانضباط، وتفادي الانحرافات كتعاطي المخدرات.
- اكتشاف المواهب: عبر وضع استراتيجية واضحة لرصد المواهب الشابة في منطقة الشاوية، وتوفير بيئة داعمة لصقلها، استلهاماً من النماذج الناجحة في إدارة المواهب مثل استراتيجية “موهبة” السعودية.
- التكامل المجتمعي: تعزيز الشراكة بين الجمعيات والمؤسسات المحلية، بما يخدم التنمية الشاملة للمنطقة اجتماعياً واقتصادياً.
- الارتقاء بالرياضة: جعل كرة القدم رافداً للإشعاع الدولي، كما حدث في كأس العالم قطر 2022، عبر خطط تدريبية متطورة وتأهيل البنية التحتية.
تم خلال الملتقى طرح مجموعة من المبادرات العملية، منها:
- إنشاء مراكز تدريب متخصصة: بالتعاون مع الخبراء الدوليين، لضمان مواكبة أحدث الأساليب التكنولوجية في التدريب، كتلك المُطبقة في شركات مثل Google وMicrosoft.
- برامج توعوية: تستهدف الشباب والأسر، لتعزيز الوعي بأهمية الرياضة كبديل عن السلوكيات السلبية.
- شراكات استراتيجية: مع الجامعات والمؤسسات التعليمية، لدمج الرياضة في المنظومة التربوية، على غرار تجارب الشركات الرائدة في جذب المواهب.
أكد المشاركون على أن هذه المبادرة ليست مجرد حدث عابر، بل خطوة أولى في مسيرة طويلة تهدف إلى:
- صناعة جيل رياضي متزن: قادر على مواجهة التحديات المحلية والعالمية، ورفع اسم المغرب في البطولات القارية والدولية.
- تعزيز البعد البيئي: من خلال ملاعب صديقة للبيئة، وحملات تنظيف مرتبطة بالفعاليات الرياضية.
- الاستفادة من التكنولوجيا: كتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل أداء اللاعبين، واستقطاب الكفاءات التدريبية العالمية.
اختتم الملتقى بتوجيه الشكر لكل الشركاء والداعمين، مع التأكيد على أن “الرياضة ليست لعبةً فحسب، بل لغةٌ للسلام ووسيلةٌ للتنمية”، كما عبر محمد الضعلي، رئيس جمعية أجيال الشاوية، الذي أشاد بالجهود الملكية في دعم الهوية المغربية بمكوناتها الأمازيغية.
- هذا الملتقى يُعد نموذجاً يُحتذى به في تعزيز المشاركة المجتمعية، ويمثل إجابة عملية على سؤال: كيف نصنع من الرياضة أداةً للتغيير الاجتماعي؟