ابراهم عكري/مشاهد بريس
للمرة الثانية على التوالي، تتوصل جريدة مشاهد بريس بشكايات متكررة من ساكنة جماعة الدراركة التابعة لعمالة أكادير إداوتنان، تعكس حجم القلق والاستياء المتزايدين من الظاهرة المتفاقمة للكلاب الضالة التي أصبحت تهدد حياة المواطنين، خاصة الأطفال والمسنين.
وتشهد مجموعة من دواوير الدراركة، مثل دوار تدوارت كنموذج حي، أوضاعًا مقلقة نتيجة الانتشار المهول لهذه الكلاب، التي تتجول في الأزقة ليلاً ونهاراً، في مشهد يثير الخوف ويقض مضجع الساكنة. وقد أكد عدد من السكان في تصريحاتهم للجريدة أنهم أصبحوا يخشون على أبنائهم خلال تنقلهم إلى المدارس، وحتى الكبار لم يسلموا من المضايقات المتكررة من طرف هذه الحيوانات.
ورغم تنامي حجم هذا التهديد الذي يطال الأمن الصحي والجسدي للساكنة، فإن لا المجلس الجماعي ولا السلطة المحلية قد قاما، إلى حدود الساعة، بأي تدخل ملموس أو خطة عاجلة للتصدي لهذا المشكل.
الأمر الذي يدعو إلى الاستغراب، خصوصًا ونحن نقرأ في جداول دورات المجلس الجماعي عن تخصيص مبالغ مهمة لما يسمى بـ”محاربة الكلاب الضالة”، دون أن ينعكس ذلك فعليًا على أرض الواقع.
لقد تحوّلت هذه الظاهرة إلى “قنبلة موقوتة” قابلة للانفجار في أي لحظة، كما أشرنا في مقالات سابقة، لا سيما مع تواتر أخبار عن اعتداءات متفرقة من هذه الكلاب، ناهيك عن مخاطر انتشار داء السعار والأمراض المتنقلة التي تهدد الصحة العامة.
ونحن، كأطر إعلامية تشتغل داخل المنطقة وتتابع عن قرب نبض المواطنين، نقرع ناقوس الخطر مجددًا ونوجه نداءً عاجلًا إلى السيد والي جهة سوس ماسة، من أجل التدخل الفوري وإعطاء تعليماته للجهات المختصة لمعالجة هذا الملف بصرامة وجدية قبل أن تقع الكارثة.
فالساكنة، سواء في دوار تدوارت أو باقي دواوير الدراركة، لم تعد تطالب إلا بحقها المشروع في الأمن والطمأنينة، وهي مسؤولية لا يمكن لأي طرف التملص منها تحت أي مبرر.