شعيب خميس/ مشاهد بريس
تشهد مدينة سطات حملة مكثفة لتحرير الملك العمومي من التعديات العشوائية، بقيادة باشا المدينة وتحت إشراف السلطات المحلية. تأتي هذه المبادرة بعد تفاقم احتلال الفضاءات العامة من قبل باعة عشوائيين ووضع علامات إشهارية تعيق حركة السير وتشوّه المظهر الحضري. تهدف الحملة إلى استعادة الحق العام وتنظيم الشوارع الرئيسية والأزقة، لا سيما في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مثل المحطة الطرقية، زنقة الذهيبية، والساحات المجاورة .
ليلة بيضاء بتوجيهات السيد محمد علي حبوها عامل الإقليم
قاد باشا المدينة الحملة شخصيًا مساء يوم الجمعة 6 أكتوبر 2023، بدعم من رؤساء الدوائر الإدارية ورؤساء الملحقات، وبمشاركة عناصر الأمن والقوات المساعدة. استمرت العمليات حتى الساعة الرابعة صباحًا، حيث شملت:
تطهير الممرات من العربات المجرورة الخاصة ببيع الخضر والفواكه.
إزالة العلامات الإشهارية الموضوعة بشكل غير قانوني.
حجز المعدات المستخدمة في استغلال الفضاءات العامة وإيداعها بالمحجز البلدي .
وجاءت هذه الحملة بتعليمات مباشرة من عامل إقليم سطات، وتم التخطيط لها بعد نقاش مستفيض في مجلس جماعة سطات يوم 5 أكتوبر، حيث أشار الباشا إلى ضرورة “التحسيس والتنظيم” قبل تنفيذ الإجراءات .
تركزت الحملة على “النقاط السوداء” التي تعاني من احتلال عشوائي واسع النطاق، ومن أبرزها:
1 المحطة الطرقية: تم تحرير الممرات المؤدية إليها لضمان انسياب حركة النقل.
2 زنقة الذهيبية والأزقة المحيطة: إزالة التراكمات العشوائية التي تعيق حركة المشاة.
3 سوق سطات الأسبوعي: مراقبة عمليات استخلاص الرسوم الجبائية بعد انتهاء عقد الشركة المُكلفة سابقًا .
ومن المقرر أن تستمر الحملة لأسابيع لتشمل جميع مناطق المدينة التي تعاني من تشوهات مماثلة .
وقد اعتمدت الحملة على منهجية متعددة المراحل:
المرحلة الأولى: الإزالة الفورية
استخدام معدات ثقيلة مثل الجرافات لإزالة العرابات (العربات) والتريبورتات (الأكشاك) بشكل فوري .
المرحلة الثانية: الحجز الوقائي
حجز المعدات المستخدمة في التعديات، مثل عربات البيع ومستلزمات الإشهار، لمنع إعادة الانتشار .
المرحلة الثالثة: المتابعة المستدامة
التنسيق مع المجلس الجماعي لمراقبة المناطق المحرَّرة وضمان عدم عودة التعديات .
جدول يلخص أهم إجراءات الحملة:
الإجراء المناطق المستهدفة النتيجة
| إزالة عربات البيع | المحطة الطرقية، زنقة الذهيبية | تحرير 5 ممرات رئيسية |
| حجز العلامات الإشهارية | الساحات العامة | إيداع 30 معدّة بالمحجز البلدي |
| مراقبة السوق الأسبوعي | سوق سطات | ضبط عمليات الجباية |
المشاركون في الحملة: تعاون بين الإدارات
شاركت في الحملة هيئات متعددة، مما يعكس طابعها الشامل:
السلطة المحلية: باشا المدينة ورؤساء الدوائر.
الأجهزة الأمنية: عناصر القوات المساعدة والأمن.
المجلس الجماعي: مكونات المجلس لمتابعة التنفيذ الميداني .
كما تم توثيق الحملة عبر وسائل إعلام محلية مثل “شأنكم تيفي” و”الإخبارية” لتسليط الضوء على الجهود .
و تندرج الحملة ضمن قانون 06.19 المتعلق بالملك العمومي في المغرب، والذي يمنع أي استغلال غير مرخص للفضاءات العامة. وقد أكد الباشا خلال جلسة مجلس الجماعة أن “تحرير الملك العام يتطلب إجراءات حازمة لكنها ليست كافية دون توعية المواطنين” .
تواجه الحملة تحديات رئيسية، أبرزها:
المقاومة السلبية من بعض المستفيدين من الاستغلال العشوائي.
صعوبة الاستمرارية في ضبط المناطق المحرَّرة.
غير أن نجاحها سينعكس إيجابًا على: تحسين السلامة الطرقية وتقليل الازدحام. تعزيز الجمالية الحضرية لجذب الاستثمارات .
نحو نموذج مستدام لتدبير الفضاءات
تمثل حملة سطات نموذجًا لتدخل فعّال يجمع بين الحزم في التنفيذ والتخطيط الوقائي. ورغم أن نتائجها الفورية ملموسة، إلا أن ضمان استدامتها يتطلب:
1 برامج توعوية للمواطنين حول أهمية الملك العمومي.
2 توفير بدائل منظمة للباعة المتجولين.
3 تعزيز الرقابة المشتركة بين المجلس الجماعي والأمن .
وبهذا تصبح سطات مثالًا يُحتذى في موازنة بين متطلبات التنظيم الحضري والحاجات الاجتماعية.
