المغرب يتربع على عرش القوة العسكرية الإقليمية بحصوله على مقاتلات F-35 الشبحية: تحول جيوسياسي واستراتيجي

2025-06-25T16:18:13+00:00
2025-06-25T16:18:17+00:00
وطنيات
Bouasriya Abdallahمنذ 18 ثانيةwait... مشاهدةآخر تحديث : منذ 18 ثانية
المغرب يتربع على عرش القوة العسكرية الإقليمية بحصوله على مقاتلات F-35 الشبحية: تحول جيوسياسي واستراتيجي

شعيب خميس/ مشاهد بريس

الخطوة الاستراتيجية غير المسبوقة
في تطور تاريخي يعكس تحولاً عميقاً في موازين القوة الإقليمية، نجح المغرب في الانضمام رسمياً إلى النادي الحصري للدول المالكة للمقاتلة الأمريكية الشبحية F-35 Lightning II، ليكون أول دولة عربية وإفريقية تحصل على هذه الطائرة المتطورة من الجيل الخامس . الصفقة التي تقدر قيمتها بنحو 17 مليار دولار تشمل الحصول على 32 مقاتلة، مع عمليات الصيانة والتحديث لمدة 45 عاماً، مما يجعلها استثماراً طويل الأمد في تعزيز الردع الإقليمي .

التحول النوعي في القدرات العسكرية
تمثل طائرات F-35 قفزة تكنولوجية غير مسبوقة للقوات الجوية الملكية المغربية:
تفوق شبحى متقدم: تصميمها يخفض المقطع الراداري إلى حجم الحشرة، مما يجعلها شبه غير مرئية لأنظمة الدفاع الجوي التقليدية .
قدرات استخباراتية هجومية: مجهزة بأجهزة استشعار متكاملة (EOTS، DAS) تسمح بجمع المعلومات وتحديد الأهداف في الوقت الحقيقي .
قوة ضاربة متعددة المهام: قادرة على حمل صواريخ كروز بعيدة المدى مثل JSM، مما يوسع دائرة الردع المغربية .
سرعة فائقة: تصل إلى 1,930 كم/ساعة (أسرع من الصوت)، مع قدرة على المناورة في مختلف الظروف الجوية .

جدير بالذكر أن هذه المقاتلات ستضع المغرب في مصاف 20 دولة فقط تمتلك هذه التقنية عالمياً.

السياق الجيوسياسي والتحالفات الاستراتيجية
لم تكن هذه الصفقة وليدة اللحظة، بل نتاج تحولات جيوسياسية عميقة:
1 الضمانة الإسرائيلية: لعب تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل (2020) دوراً محورياً، حيث دعمت تل أبيب الصفقة علناً، واعتبرتها تعزيزاً للأمن الإقليمي المشترك في مواجهة التهديدات المشتركة .
2 العلاقة الاستراتيجية مع واشنطن: المغرب حليف رئيسي للولايات المتحدة في شمال إفريقيا، وتمتلك القواعد العسكرية الأمريكية فيه أهمية إستراتيجية للعمليات في أفريقيا والبحر المتوسط .
3 التوازن الإقليمي: تأتي الصفقة في سياق تصاعد التوتر مع الجزائر، التي سعت لموازنة النفوذ المغربي عبر الحصول على المقاتلات الروسية “Su-57 Felon”، رغم تفوق F-35 التكنولوجي الواضح في مجالات التخفي والتسليح .

التأثير على ميزان القوى الإقليمي
1 التفوق على الجوار المباشر
مقارنة مع الجزائر: بينما تمتلك الجزائر “Su-57″، تواجه تحديات تقنية ومحدودية الإنتاج، في حين تمنح F-35 المغرب تفوقاً جوياً شاملاً في الرصد والدقة الهجومية .
ردود الفعل الإسبانية: أثارت الصفقة مخاوف أمنية في مدريد، حيث اعتبرت صحف إسبانية أن هذه المقاتلات قد:
– تعطي المغرب تفوقاً جوياً على الطائرات الإسبانية (Eurofighter Typhoon وF-18) .
– تعزز قدرة المغرب على استهداف أهداف داخل الأراضي الإسبانية.
– ترفع قدراته في جمع المعلومات الاستخباراتية حول الأنشطة العسكرية الإسبانية .

2 خيارات الرد الإقليمية
دفع الأمر إسبانيا لدراسة خيارات منها:
تسريع تحديث طائرات Eurofighter برادار AESA Captor-E.
شراء نماذج من F-35B خاصة لحاملة الطائرات “خوان كارلوس الأول”.
تعزيز التعاون مع حلف الناتو لمواجهة التفوق الجوي المغربي .

الأبعاد الاستراتيجية للحصول على F-35
الرؤية العسكرية الشاملة
لا تمثل الصفقة سباق تسلح عشوائي، بل تندرج ضمن رؤية استراتيجية أوسع:
تأمين الحدود: مواجهة التهديدات في الصحراء ومنطقة الساحل الإفريقي.
الردع المتقدم: تعزيز القدرة على ردع أي عدوان محتمل عبر تفوق جوي نوعي.
التحول التكنولوجي: الانتقال من مستهلك للتكنولوجيا العسكرية إلى شريك في منظومات الدفاع المتقدمة .

تطوير الصناعة العسكرية المحلية
كشف معرض مراكش الجوي (أكتوبر 2024) عن توجه المغرب لإنشاء صناعة طيران وفضاء محلية، بدعم من شراكات مع كبرى الشركات العالمية، مما قد يفتح الباب لتصنيع مكونات متقدمة محلياً في المستقبل .

مغرب جديد في المشهد الجيواستراتيجي
بحصوله على F-35، لم يعزز المغرب فقط مكانته كـ القوة العسكرية الأولى في شمال إفريقيا، بل أرسى أسساً جديدة للدور الجيوسياسي الإقليمي:
تحول من “حارس جنوبي” إلى شريك استراتيجي للقوى الكبرى في إدارة الأزمات الإقليمية.
نموذج للتعاون الدفاعي الثلاثي (أمريكا-إسرائيل-المغرب) في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
تأكيد أن القوة العسكرية الحديثة تقوم على الجودة التكنولوجية وليس الكم العددي.

هذه الصفقة التاريخية لا تمثل مجرد اقتناء أسلحة متطورة، بل هي إعلان عن ولادة فاعل إقليمي جديد بمواصفات القرن الحادي والعشرين، قادر على لعب دور محوري في هندسة الأمن والاستقرار من المتوسط إلى عمق إفريقيا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.