
أزمة فكر أم فكر أزمة
بقلم : عبدالله بوعسریة
تنتشر ثقافة النفاق السیاسي في أوساط المجتمعات التي تتمیز بالتخلف على الرغم من مستوى التعلیم في ھذه المجتمعات لان التعلیم لیس بالضرورة أن یقود إلى ثقافة حضاریة وھذا النوع من الثقافات مدمر للعلاقات الإنسانیة وأواصر الترابط الاجتماعي والوطني لأنه یولد حجما من عدم الثقة في أوساط المجتمع تقف عائقا في سبیل تطوره لأن أولى خطوات التطور أن تتوفر في المجتمع عناصر الثقة ما بین مكونات ھذا المجتمع.
أطراف النفاق السیاسي عدة : النظام السیاسي، والطبقة السیاسیة، والجمھور.
إن النظام السیاسي مسؤول عن الثقافة السائدة في المجتمع، فھو على الأقل الذي یدیر العملیة التعلیمیة والثقافیة الرسمیة في المجتمع، وھو من یسعى جاھدا لحشد الناس وراء سیاساته، لا یھمه أن كان تأیید الناس بالاقتناع أو بالریاء والخوف، فھو المسؤول عن ثقافة الكذب السائدة في المجتمع، لأنه یسعى لحشد المتسلقین والانتھازیین، وھو لا یرى في الفئات السیاسیة والثقافیة النقیة والنظیفة إلا خطرا علیه، فیسعى جاھدا لإقصائھا عن مواقع التأثیر في الحیاة العامة، لأنھا في نظره معادیة لممارساته وسلوكیاته، التي تأبى إلا أن تكون ھي الصحیحة والمقدسة، ولا یجوز معارضتھا أو التقابل معھا.
الطبقة السیاسیة أو فئة المثقفین المحسوبین على السلطة، ھؤلاء ھم الأداة التنفیذیة لسیاسات النظام السیاسي، وھم الذین یقومون على تدمیر الحیاة الاجتماعیة وتشویه صورة المجتمع، فھم القائمون على تبریر الممارسات اللاخلاقیة للنظام، وھم المدافعون عن
ممارسات الإقصاء للفئات النقیة عن ممارسة دورھا في المجتمع وحتى في الحیاة، وقد استطاع النظام السیاسي تجنید أصحاب الأقلام الانتھازیة المنافقة وأصحاب الشھادات الكرتونیة، فلا غرابة بالإضافة إلى الوزیر والنائب في البرلمان…….