محمد امغيمما
رغم المسار الطويل الذي قطعته جماعة التمسية على مستوى التدبير السياسي والإداري، إلا أن الرهانات المطروحة اليوم تبدو أكثر تعقيدا وتشابكا. فالنمو الديمغرافي المتزايد، والتحولات المجالية التي عرفتها المنطقة، خاصة مع توسع النسيج العمراني وتزايد الضغط على الخدمات، تفرض رؤية تنموية متقدمة تقوم على التخطيط المحكم، وتدبير الموارد بكفاءة، وإشراك المواطن في صناعة القرار المحلي.
من بين أبرز التحديات اليومية التي تؤرق الساكنة اليوم، مشكل النقل العمومي، إذ لا تزال بعض الدواوير كدوار آيت موسى و بوزوك تعيش في عزلة نسبية بسبب غياب الربط المنتظم بخطوط النقل، ما يحرم سكانها من حقهم في التنقل الكريم، خاصة الطلبة والعمال.
أما بالنسبة للخطوط المتوفرة، والتي تُستغل عبر سيارات الأجرة الكبيرة وحافلات شركة “ألزا” الإسبانية، فهي بدورها تواجه انتقادات متزايدة، ترتبط بالاكتظاظ، وغياب التنسيق، ومحدودية التغطية في بعض الفترات الزمنية، وهو ما يجعل التنقل بين التمسية و إنزكان تحديا يوميا يتقاسمه المئات من المواطنين.
هذا الإشكال لا يخص التمسية فقط، بل هو جزء من أزمة أوسع تمس مختلف الجماعات المحيطة بأكادير وإنزكان، ما يستدعي إعادة النظر في نموذج تدبير النقل الجهوي، وإشراك الجماعات المحلية في صياغة حلول بديلة ومستدامة، سواء عبر تشجيع مبادرات النقل التشاركي أو تقوية البنية التحتية للمواصلات.
إن مستقبل جماعة التمسية لن يُبنى فقط على استمرار تقديم الخدمات الإدارية، بل على الجرأة في معالجة الملفات الحارقة التي تمس الحياة اليومية للمواطنين. فالنقل ليس ترفا، بل شرط أساسي لتحقيق العدالة المجالية وربط التنمية بالإنصاف الترابي.