محمد امغيمما
سوق حد اولادداحو. محمد امغيمما يُعدّ سوق أولاد داحو فضاءً تقليديا ينبض بالحياة، حيث يقصده المتسوقون بحثاً عن مستلزمات يومهم وفرصة لالتقاط الأنفاس في مقاهي شعبية تحمل بين جدرانها جزءاً من ذاكرة المكان. غير أن هذه المقاهي، التي يفترض أن تكون ملاذا للراحة، أصبحت محط انتقادات واسعة بسبب غياب أبسط شروط النظافة.
فالزائر يلاحظ مشاهد غير مقبولة؛ حيث الشخص الذي يعجن العجينة هو نفسه من يتولى استخلاص ثمن الوجبات بيديه، في خرق صارخ لأبسط قواعد السلامة الصحية، مما قد يشكل سبباً مباشرا في حالات التسمم الغذائي. أما الأواني المستعملة والطاولات، فهي تبدو وكأنها من زمن القايد بوشعيب، دون أي تجديد أو صيانة تليق بالزبائن.
وأمام هذه الوضعية، يطالب المتسوقون بتدخل عاجل من المكتب المكلف بالنظافة بالمجلس الجماعي لأولاد داحو، لفرض معايير السلامة والنظافة على هذه المقاهي، حفاظا على صحة المواطنين وصونا لسمعة سوق عريق يُعتبر جزءاً من ثقافة وتاريخ المنطقة.
ولأن هذه المقاهي تمثل تراثا شعبيا يستحق التطوير، فإن الحل يكمن في شراكة حقيقية بين السلطات المحلية وأصحاب هذه الفضاءات، تقوم على التوعية بأهمية النظافة، وتوفير أدوات أساسية لتعقيم الأواني والطاولات، مع وضع آليات للمراقبة الدورية. فالحفاظ على جمالية السوق لا ينفصل عن حماية صحة المستهلك، وكل ذلك لن يتحقق إلا بتضافر الجهود والمسؤولية المشتركة.