محمد امغيمما
تُعدّ ذكرى ثورة الملك والشعب إحدى المحطات التاريخية المشرقة في مسار النضال الوطني المغربي، إذ لم تكن ثورة عادية كباقي الثورات، بل شكّلت حدثاً استثنائياً في تاريخ الأمة المغربية، بما تحمله من رمزية سياسية ووطنية عميقة. لقد كانت ثورة الشرعية بامتياز، ثورة حملت في جوهرها الدفاع عن الهوية الوطنية والارتباط الوثيق بين العرش والشعب، في مواجهة مخططات الاستعمار الرامية إلى طمس مقومات الدولة المغربية.
هذه الثورة لم تكن مجرد انتفاضة، بل كانت مشروعاً وطنياً متكاملاً يهدف إلى استرجاع الشرعية الدستورية بعودة السلطان الشرعي محمد الخامس من منفاه، وإعادة الاعتبار لمبادئ الملكية العلوية التي رسخت عبر القرون أسس الوحدة والاستقرار. وقد أثمرت هذه الملحمة الوطنية نصراً تاريخياً، تمثل في عودة الملك إلى عرشه، إيذاناً ببزوغ فجر الاستقلال وترسيخ قيم الوفاء والولاء بين العرش والشعب.
إن تخليد هذه الذكرى اليوم هو تأكيد على عمق الدروس التي حملتها، ورسالة إلى الأجيال المتعاقبة بضرورة التشبث بالوحدة الوطنية وصيانة المكتسبات التي تحققت بفضل تضحيات الأجداد.