مشاهد بريس
في مشهد تختلط فيه المأساة بالإهمال، لا تزال مجموعة من الأسر المنحدرة من مناطق إحاحان والشياضمة تنتظر، منذ أربعة أيام، تسلّم جثامين ذويها من مستودع الأموات بالصويرة، بسبب غياب أطباء التشريح. ضحايا غرق، أو لدغات أفاعي، أو حالات غامضة، أجسادهم تنتظر تقريراً طبياً يفترض أن يُنجز خلال ساعات، لا أيام.
المأساة تكشف واقعاً مريراً: مستودع أموات بدون طبيب، وقسم ولادة بدون مختص، في مستشفى إقليمي يُفترض أن يخدم ساكنة واسعة. كل هذا في إقليم ينتمي له وزير الصحة، الذي يبدو أنه نسي جذوره، كما نسي معه البرلمان نوابه الذين لا يظهرون إلا في الحملات.
الساكنة، التي طالها التهميش في حياتها، تجد نفسها اليوم مهانة حتى بعد الموت. فهل الكرامة أصبحت رفاهية في هذا الوطن؟ وهل أبناء الهامش لا يستحقون أن يُعاملوا كباقي المواطنين؟
الكل ينتظر: الأسر تنتظر الجثامين، والضحايا ينتظرون العدالة، والكرامة تنتظر من يعيد لها قيمتها.
منقول