مشاهد بريس
كان يُفترض أن يشكل السوق النموذجي بحي المسيرة بمدينة آيت ملول حلاً كريماً للتجار الصغار والحرفيين الذين عانوا لسنوات من العشوائية وبيع السلع في ظروف قاسية تحت الشمس والمطر. غير أن ما حدث جاء صادماً؛ إذ لم تُمنح المحلات لأصحاب العربات ولا للتجار الحقيقيين الذين يشكلون العمود الفقري لهذا المشروع، بل وُزعت على أشخاص لا علاقة لهم بالتجارة، لا يملكون عربات ولا ممارسة مهنية، سوى حظوة العلاقات والزبونية.
المؤسف أن التجار الفعليين وجدوا أنفسهم ضحايا لعبة غير نزيهة، حيث تحولت أحلامهم في فضاء منظم يليق بكرامتهم إلى سراب، فيما نال الامتياز من لا يستحق. وبذلك انقلب الهدف من المشروع رأساً على عقب، من محاربة العشوائية ورد الاعتبار للفئة الكادحة، إلى تكريس الظلم وإنتاج فضاء جديد للمحسوبية.
إن ما جرى يعد فضيحة مدوية تتحمل مسؤوليتها الجهات التي أشرفت على التوزيع، والتي عجزت عن ضمان الشفافية والإنصاف. والنتيجة: سوق نموذجي مشوّه، يرسخ شعوراً عميقاً بالحيف والإقصاء وسط الحرفيين الحقيقيين.
